انتهى عهد التحرّش.. اختصاصية اجتماعية: عقوبة «التجريس» قديمة
الحرية- بشرى سمير:
انتهى عهد التحرّش، وأصبحنا نمشي بحرية وأمان.. هكذا عبّرت عدد من الفتيات عن ارتياحهن بوجود الشرطة، وانتشارها في مختلف المناطق والتي مهمتها ملاحقة المتحرّشين.
وتشير الطالبة نور السمان إلى أنها كانت تنزعج من ملاحقة الشباب لها ومحاولة التحرش بها، وخاصة في المواصلات العامة، وتتجنب العودة إلى المنزل في وقت متأخر خوفاً من التحرش. فيما أشارت نها حواصلي إلى أنها ما كانت تذهب إلى الحدائق العامة، لكنها سرعان ما تغادرها لوجود تصرفات مخلّة بالآداب ودون حسيب أو رقيب.
فيما اعتبرت الشابة مرام عبد المولى أن انتشار مقاطع فيديو عن عقوبة المتحرش و”تجريسه” في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي يعرض فيها أحد الشبان وقد تم قص أحد شاربيه ومشى وهو يصرخ بصوت عالٍ (كنت عم لطش بنت)، ما يسهم في الحد من ظاهرة التحرش ويشجع الفتيات على الشكوى وعدم السكوت على تصرفات كهذه من باب الخجل أو الخوف من الانتقام.
من جانبها، بيّنت الاختصاصية التربوية سوسن السهلي أن التحرش هو مُضايقة، أو فعل غير مرحب به من النوع النفسي أو الجنسي أو اللفظي أو الجسدي، ويتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات مسيئة.
وأشارت إلى أن عقوبة “التجريس” هي عقوبة قديمة جداً إذ كان القاضي يحكم على السارق أو خائن الأمانة أو المختلس او المتحرش بأن يتم “تجريسه”. (أي يركب حماراً بالمقلوب ويدهن وجهه بالقار أو بالجير. وتعلق في رقبته الأجراس والجلاجل ويزفه الناس ويدورون به في الطرقات والأزقة ليعلم القريب والبعيد أنه مذنب، فيتجنبه الناس) وخرجت من هذه العقوبة كلمات مازالت متداولة حتى الآن مثل “الجرسة” أو الفضيحة المطنطنة”.
وأوضحت أن التحرش هو فعل غير أخلاقي، ولبناء مجتمع قويم، لا بد من تعزيز الأخلاق والسلوك الجيد، منوهة بضرورة الحد من ظواهر الفساد والانحلال الأخلاقي التي كانت سائدة في عهد النظام البائد ما سمح بانتشار المثلية والشواذ وبائعات الهوى، اللواتي كنا نراهن على الطرقات وفي وضح النهار تحت مسمى التحرر والعلمانية التي هي براء من تصرفات كهذه.
وأشارت السهلي إلى أن العقوبات من شأنها الحد من ظاهرة التحرش، وبات الشاب يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على التحرش بفتاة، مؤكدة أن المجتمع القوي هو مجتمع أخلاقي وهو ما نحتاجه لبناء سورية الجديدة.