“فك شيفرة الطفل واكتشاف مواهبه”..في المركز الثقافي العربي في جبلة
تشرين – باسمة إسماعيل:
لكل طفل شيفرة خاصة تحدد ذكاءه ومهاراته ومواهبه، وإذا لم يتم اكتشافها من قبل الأهل أو المعلم أو المحيطين به فإنها تموت أو تتلاشى مع الزمن.. مواهب ينقلها الطفل إلى أبويه عبر تلك الشيفرات الصادرة عنه سواء أكانت حركية أو لغوية أو تفاعلية وأخذها من خلال تنميتها وتطويرها..
كل هذه الأمور تناولها مدير فرقة هارموني للمسرح الراقص، ومدرب مؤسسة تنامي ترين المخرج المسرحي بسام جديد في المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي في جبلة بعنوان ” فك شيفرة الطفل واكتشاف مواهبه” التي أخذت طابع التفاعل بينه وبين الحضور، وتحولت لورشة وعصف ذهني بمشاركة أغلبية الحضور.
تحدث جديد عن الموهبة بأنها أي سلوك يتميز به الإنسان ويستمتع فيه، حيث إن كل طفل لديه موهبة أو بذرة تحتاج فقط إلى الرعاية، متناولاً مسؤولية الدائرة الضيقة العائلة (الأم والأب) لتنتقل للعائلة الأكبر المدرسة والحالة المجتمعية، عبر مراقبة سلوكيات الطفل عند إخراجه من الجو المعتاد عليه ومراقبته من بعيد.
واستعرض بعض السلوكيات التي هي مؤشر لميول وهوايات الأطفال، مثلاً هناك أطفال يحبون الاستكشاف ويسألون كثيراً ويقلبون الأشياء، بعض الأهالي تسمي هذه الفئة مدمرين وهم عكس ذلك، فهؤلاء الأطفال لديهم طاقة يجب استثمارها، وهناك أطفال يشبهون النحل المنظم يحبون ترتيب الأشياء كل شيء بمكانه، حتى ألعابهم التي يلعبون بها يظهرونها بطريقة لطيفة ويرتبونها وقت الانتهاء منها، ويحبون الاحتفاظ بأشيائهم ولا يخسرون أشياءهم، وهناك أطفال فصحاء مثل الببغاء هذه الشخصية استعراضية تحب الأضواء والحديث عن نفسها كثيراً، وتحاول أن تقنعك بما تفعل تنجح في كبرها إذا تم الشغل عليها في المحاماة أو الإعلام أو التسويق، وأطفال يحبون المنافسة والمسابقات مثل الأرنب يحب الفوز، إذا اتجهوا إلى الرياضة والقصص الذي تشبه هذا الخط ينجحون، وأطفال حنونون وعطوفون يحبون مساعدة الآخرين، لهم علاقة بالإنسانية والحلول الاجتماعية، يمكن أن ينخرطوا بعلم الاجتماع والفلسفة وما يشبه ذلك، وهناك نوع من الأطفال يشبك مابين الآخرين مثل شخص العلاقات العامة وهو يكون صديقاً وفياً، وأطفال كالنمل المنجز نَفَسه طويل يعمل بترتيب وبثقة، وأطفال يمتلكون صفات الأسد الواثق بنقاط قوته أنه يكون قيادياً وريادياً مميزاً، وهناك الطفل المسؤول عندما تطلب منه عملاً فإنه ينجزه بدقة شديدة وبمسؤولية، وصنف يشبه خيوط العنكبوت هذا مخطط يخطط ويفكر لمستقبله، يعطي مؤشراً واضحاً عندما يحيك قصصاً مع رفاقه، وسلوكيات أخرى.
كما تحدث عن بعض أساليب اكتشاف المواهب، على سبيل المثال لا الحصر تحضير البيئة المناسبة ووضع الطفل في مواقف مختلفة، واللعب والتعلم في مجالات مثل الفن والموسيقى والرياضة والرياضيات والعلوم، مؤكداً على دور الأهل والمعلمين وأن لا يقتصر دورهم على التعليم فقط، مبيناً أن المعلمين والمعلمات ينقصهم ورشات عمل تخص علم الفراسة ولغة الجسد وكيفية التعامل مع الطفل.
كما أكد على فكرة الحب والإتقان بممارسته مع الأطفال حتى يصير اعتياداً، وذكر أكثر من حالة خاصة وجب علاجها من قبل الأهل بطريقة وأسلوب مختلفين عما تعودوا عليه.
وختم جديد المحاضرة بالحديث عن كيفية توجيه قدرات الأطفال بشكلٍ صحيح، ومساعدتهم بعيداً عن العاطفة التي يمكن أن تخرّب كل شيء، والالتفات إلى الشفرات التي ينقلها إلينا الطفل كي نتعامل معه من خلالها، فعلى سبيل المثال لا الحصر الحركة التي ينتج عنها الكثير من الكوارث بالمنزل يجب توظيفها بالرياضة مثلاً، وتخصيص مساحة آمنة من أجل اللعب لكي لا يتعرض للخطر، والطّرق على الأواني وإصدار أصوات عالية والضجيج هي شيفرات ينقلها إلينا الطفل يجب نقل طاقة الإزعاج تلك إلى استكشاف للآلات الموسيقية المختلفة وتعليمه عليها أو تعليمه التلحين أو الغناء، وسحبه من الطّرق المزعج إلى دائرة الأصوات الهادئة، وهناك الطفل الاجتماعي الذي يجب الاختلاط واللعب مع غيره من الأطفال، يجب تنمية خياله بألعاب التخيل والتظاهر وإشراكه بمسرحيات المدرسة واللعب مع المجموعة، وهناك أطفال تبدع بالذكاء الحسابي يفضل تنميته لدى كل الأطفال لأنه يساعدهم في الدراسة، ويمكن تنمية هذا الذكاء عبر الشطرنج والألغاز وألعاب المتاهة والأحجيات، ومنهم بارع بالتحدث ويكون لديهم القدرة على الرد وسرعة البديهة، يمكن تنمية مهاراتهم بالحديث معهم كثيراً وقراءة القصص لهم، والإنصات الجيد لهم عندما يخبروننا عن أحداث يومهم أو قصص من خيالهم، ونشجعهم على كتابة يومياتهم عندما يكبرون، وغيرها من الشيفرات.