قانا الذاكرة الموصولة
تشرين – ادريس هاني:
هل سيتذكَّرون مجازر قانا منذ الاجتياح وعناقيد الغضب عام 1995ومذابح 2006، أم لا زالت تلك الذاكرة لم تكتمل بعد؟ إنه القصف الوحشي الذي تعوّدت عليه بلدة عُرس قانا، الشاهدة على معجزة المسيح كما وردت في إنجيل يوحنّا، بحضور كلّ من بطرس وأخيه أندراوس، ويوحنا، وفيلبس، وبرثولماوس. على مغارتها تلك التي أحرقها جنود الاحتلال عند اجتياح 1982.
تظلّ قنا شاهدة على استمرار الدمار والقصف، فذاكرتها الموجعة مُعاشة، تتكرر المجازر وقد تمّ تعميم عناقيد الغضب على سائر الجنوب والضاحية.
عبق التّاريخ الروحي لمسيحية الشّرق ومهدها، ما يعني أنّ الاحتلال يخوض حربا على بقايا النقوش الصخرية التي تخلد عرس قانا لعيسى النّاصري، وتؤكد وحدة لبنان وفلسطين، آصرة روحية تتخطّى “سايكس بيكو” أو رسم أحمق. فآثار الحرق التي لا زالت في المغارة وشهدناها، تذكرني بآثار الحرق التي قامت بها “داعش” في حق آثار قرية معلولة وذاكرة القديسة “تقلا” من أتباع القديس بولس الرسول.
ثمة من يفخر بأنّ وجه المنطقة سيتغيّر، وهذا يعني حرق الذّاكرة لفتح الطريق أمام شرق أوسط إسخريوطي جديد، هذا الحلم الجبان يتبخّر في مواقع الإشتباك، فالاحتلال الذي يبيت ليلة بعد ليلة في الملاجئ، عاجز عن ترميم قبته الحديدية، من أين سيبدأ بناء هذا الشرق الأوسط الجديد؟