بين «الشامية والعكشية» و«الفريزيان هولشتاين».. خيار اعتماد سلالات الأبقار مفتوح
تشرين – ليال أسعد:
تلعب الثروة الحيوانية وعلى رأسها تربية الأبقار دوراً كبيراً في الاقتصاد الوطني، وتشكل دخلاً أساسياً في المجتمع وخاصة لدى المجتمع الريفي، على الرغم من المشكلات التي تواجهها وخاصة ارتفاع أسعار العلف وارتفاع أسعار الأدوية بغض النظر عن فاعليتها التي قد تكون خفيفة، ولا تعطي النتيجة المرجوة فيعتمد المربي على الأدوية المستوردة لضمان نتيجتها.
محمد- أحد مربي الأبقار بيّن أن أغلب سلالات الأبقار الموجودة تحتاج إلى طبابة خاصة، وغذاء مختلف وعند نفوقها تكون الخسارة لا تعوض، ويطالب الزراعة بطرح الأنواع المتعايشة مع الوضع الزراعي في بلدنا بشكل أكبر مثل (العكشية والشامية)، وغيرهما بشكل أكبر لضمان تربيتها.
أنواع سلالات الأبقار الموجودة
مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة المهندس محمد خير اللحام، يؤكد في تصريح لـ”تشرين” أنّ سلالات الأبقار الموجودة حالياً لدى المربين تقسم الى نوعين: سلالات من نوع الفريزيان هولشتاين المدرج والمحسّن محلياً وتسمى الأبقار المحلية وهي ذات صفات إنتاجية جيدة ومقاومة للأمراض نتيجة تأقلمها مع البيئة وطرق الرعاية، وتم تدريجها عبر عدة أجيال وصولاً إلى الجيل السادس .
ثانياً: سلالات من نوع فريزيان هولشتاين المستوردة خلال عام ٢٠١٧ وهي سلالة ذات صفات إنتاجية ووراثية جيدة، وتم استيرادها عام ٢٠١٧ وتم توزيعها على المباقر التابعة للمؤسسة العامة للمباقر والمربين، لكن تأقلمها مع الظروف البيئية قليل بالنسبة إلى اختلاف طرق الرعاية والتربية، لكنها تتأقلم بشكل جيد في الموسم الأول بعد الولادة، وتتم معاملتها من حيث الطبابة والأدوية ونمط الغذاء بشكل مماثل للأبقار المحلية المدرجة والعكشية والشامية.
انتشار “العكشية”
ويضيف اللحام: بالنسبة للأبقار العكشية فهي تنتشر في درعا والسويداء ودمشق وريفها وتسمى الجولانية نسبة إلى وجودها في منطقة الجولان وفي الجزيرة العربية ودير الزور وهي صغيرة الحجم وتنتشر بأعداد قليلة جداً وإنتاجها منخفض مقارنة مع نوع الفريزيان هولشتاين، حيث يتراوح بين ٧٥٠ و ٢٠٠٠ كغ سنوياً.
أما بالنسبة للأبقار الشامية فإن موطنها في غوطة دمشق وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية وحلب، ولا يوجد منها سوى أعداد ضئيلة في المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية في سورية وإنتاجها من الحليب منخفض مقارنة مع الفريزيان هولشتاين حيث يتراوح بين ٣٠٠٠ و ٤٠٠٠ كغ سنوياً.
وبيّن اللحام أن عدد رؤوس الأبقار التي تم استيرادها خلال عام ٢٠١٧ هي ٥٠٠٠ رأس تم توزيع ٣٠٠٠ رأس على المربين و٢٠٠٠ رأس على المباقر التابعة للمؤسسة العامة للمباقر.
ويبلغ عدد رؤوس الأبقار الحلوب المحلية في المناطق الآمنة ٥٧٤٥٤٩ رأساً، وعدد رؤوس الأبقار العكشية ٢٩٠٥٩ رأساً، وعدد رؤوس الأبقار الشامية ١١٢٧ رأساً.
في الختام تبقى الخيارات مفتوحة أمام المربين، ما بين السلالات المحلية، ذات المردود المنخفض، لكن مع تكاليف تربية أقل ومخاطر نفوق منخفضة لتأقلمها مع المناخ المحلي، مقابل اعتماد السلالات المستوردة ذات الإنتاجية المرتفعة، لكن بتكاليف تربية عالية، ومخاطر نفوق أعلى (مقارنة بالمحلية)، وجميعنا يذكر جائحة الجدري التي أصابت عدداً كبيراً من الأبقار وسببت مأساة لعائلات المربين الذين فقدوا أبقارهم من السلالات غير المحلية، لكن ضمن ظروف الحصار التي نعيشها وارتفاع تكاليف مستلزمات تربية الأبقار المستوردة، يمكن القول إنّ العودة إلى تربية الأبقار المحلية هو الخيار الأفضل.