تزامناً مع الذروة الثانية.. أسعار البندورة تهوي كثيراً استجرار معامل الكونسروة والتصدير خجولان.. والفلاح يعلن خسارته

تشرين – وليد الزعبي:
لم يهدأ تذبذب أسعار البندورة للموسم الحالي، لكنها منذ بدايته كانت ضمن مستويات مرتفعة ومقبولة للمزارعين، وإن قست على المستهلكين قليلاً، أما هذه الفترة يلاحظ أن الأسعار هوت وبشكل كبير لم يكن يتوقعه المزارع ولا المستهلك، حيث تشهد الأسواق معروضاً كبيراً من إنتاج العروة الخريفية، وهو بجودة عالية وخالٍ من أي إصابات ومرغوب جداً للمائدة، وبدت أصوات المزارعين مرتفعة تشكو انخفاض السعر الذي إذا ما استمر على هذه الحال سيتسبب لهم بخسارة محتمة، علماً أن متابعين للشأن الزراعي يرون أن الأسباب تعود لقلة استجرار معامل الكونسروة وتدني الكميات المصدرة للخارج.

 

إنتاج العروة الخريفية كبير وبجودة عالية ومرغوب للاستهلاك

تدني الأسعار
برصد الأسعار يلاحظ أن أسواق الهال تشتري البندورة جملة بسعر ٨٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد من النوع الأول وحوالي ٦٠٠ ليرة من النوع الثاني، أما في أسواق الخضر التي تبيع بالمفرق، فإن السعر يتراوح بين ١٠٠٠ و٢٠٠٠ ليرة للكيلو حسب الجودة، وبالنظر إلى ماهية المعروض فهو بجودة متميزة ومن الأصناف التي ترغب الأسر بتناولها على المائدة، سواء كانت نيئة أم مطهوة، حيث إن درجة حموضتها عالية ومستساغة المذاق ولا توجد فيها أي عيوب، أما إذا شوهدت بعض الكميات المعروضة بجودة أقل، ولاسيما أنها طرية وفيها بعض “التجريح”، فذلك ناتج عن تأخر تصريف تلك الكميات في سوق الهال أو عند باعة المفرق، حيث تؤثر فيها درجات الحرارة المرتفعة، وبالرغم من ذلك تجد من يقبل عليها، لأن سعرها أقل وحال طراوتها ملائم للطهو أكثر من البندورة القاسية أو ما يطلق عليها في السوق (جامدة).

خسارة محققة
أبدى عدد من الفلاحين استياءهم من الحال التي آلت إليها أسعار البندورة، لافتين إلى أن مثل هذه الأسعار تعرضهم لخسارة حتمية، وخاصةً في ظل التكاليف الباهظة جداً لجهة البذار والفلاحة والتسميد والمبيدات والري والعمالة والنقل، وأشاروا إلى أنهم لم يتوقعوا مثل هذا الانخفاض، حيث يصل سعر الكيلو بين ٦٠٠ و٨٠٠ ليرة، وأملوا أن تزيد معامل الكونسروة من استجرارها للمحصول، وأن تسعى الجهات ذات العلاقة للمساعدة في زيادة الكميات المصدّرة.

 

مطالب بمنافذ تصدير تستوعب الفائض عن حاجة السوق المحلية

للكونسروة همومها

رئيس غرفة زراعة درعا المهندس جمال المسالمة أشار إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الفلاح، حيث يواظب على زراعة أرضه واستثمارها بالشكل الأمثل، مساهماً بذلك في تأمين جزء كبير من سلة غذائنا، لكن لا يعقل أن يتحمل الخسارة وراء الخسارة، لأن ذلك قد يضطره إلى الخروج من المهنة أو تقليل المساحات التي يزرعها، وهذا ما لا نريده لإضراره بنا جميعاً.
ولفت إلى أن مهارة الفلاحين بزراعة محصول البندورة الذي تشتهر به محافظة درعا، أدى إلى إنتاجية عالية في وحدة المساحة، وبالتالي زيادة في المعروض بالأسواق، وبالطبع لن تستوعب السوق المحلية الإنتاج الكبير، ولا بد من منافذ خارجية تمتص الفائض، علماً أن معامل الكونسروة كانت تساهم بشكل كبير في استيعاب جزء ليس بقليل من إنتاج البندورة، لكنها أمام ارتفاع تكاليف التصنيع، وخاصة لجهة قيم المحروقات، وبالتحديد مادة الفيول التي تعد أساسية في تشغيلها، تضاءل عملها مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ضائقة بتصريف منتجها من “ربّ البندورة”، فهو يفيض أيضاً عن حاجة الأسواق الداخلية، فيما مطارح تصديره في الخارج محدودة جداً، وأمل بشكل عام دعم المزارعين والعمل باتجاه تخفيف تكاليف مستلزمات الإنتاج والسعي لإيجاد منافذ تصدير خارجية.

الذروة الثانية
ولجهة انخفاض الأسعار، أشار مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش إلى أنها تعود لعدة عوامل، ولاسيما أن الفترة الحالية تشهد ذروة إنتاج محصول البندورة من العروة الثانية (التكثيفية)، فيما لا توجد حركة تصدير كافية تمتص الفائض من الإنتاج، أضف لذلك فإن البندورة ليس لها قابلية للتخزين مثل بعض المحاصيل الأخرى والفواكه، كما إن معامل الكونسروة لم تشتغل بكامل طاقتها الإنتاجية بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها وانخفاض القدرة على تسويق إنتاجها لاحقاً، وهذه العوامل كلها لا شك تؤدي إلى تذبذب أسعار السوق، علماً أن سعر أي منتج زراعي يتوقف على عوامل عدة، أهمها العرض والطلب، لكن بالعموم فإن هذا الانخفاض في سعر البندورة هو مؤقت، وسيعود للارتفاع عند الدخول في موسم الشتاء ومع بدء هطل الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.

 

انخفاض السعر سيوقفه الدخول في الشتاء ليعود للارتفاع

نفسها تقريباً
وبيّن مدير الزراعة أن المساحة المخططة لمحصول البندورة للموسم الحالي تبلغ ٢٩٩٤ هكتاراً للعروتين الصيفية والتكثيفية، بينما المساحة المنفذة وصلت إلى ٣٧٠٠ هكتار، بزيادة عن المخطط بحدود ٧٠٠ هكتار، وهي تقريباً تعادل المساحة نفسها المخططة والمنفذة للعام السابق، أما إجمالي الإنتاج المقدر من العروتين، فيبلغ 360 ألف طن.

الإنتاج قائم ويتدفق
بدوره، رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، ذكر بشأن انخفاض سعر البندورة أن الإنتاج مازال قائماً وكذلك تدفقه إلى الأسواق مستمر وإلى معامل الكونسروة متفاوت، والإنتاج من العروة الخريفية كبير جداً والعرض من المحصول بكميات كبيرة، لكن عمليات التصدير خجولة في ظل العقوبات والحصار الجائر على البلاد.

خدمة المحصول
وبشأن الإرشاد، بيّن الشحادات أنه يجري تقديم الإرشاد الزراعي لخدمة المحصول من خلال الإدارة المتكاملة للآفات، وفرز وتوضيب المنتج واستخدام عبوات مناسبة وتنفيذ نشاطات إرشادية من ندوات وبيانات عملية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار