نائب محافظ ديرالزور لـ«تشرين»: أكثر من 1200 أسرة عادت إلى دير الزور من لبنان
ديرالزور – عثمان الخلف – مالك الجاسم:
سُجلت في ديرالزور عودة المئات من أبنائها قادمين من لبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف البلد الشقيق في الآونة الأخيرة، الكثيرون عادوا أفراداً وعوائل إلى مدنهم وقراهم خلال الأيام الأخيرة وسط معاناة في التنقل عبر الحدود التي استهدف معابرها العدو الصهيوني، قادمون بعد سنوات قضوها تهجيراً نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية وما أفرزه الحصار الأمريكي من أضرار طالت معيشتهم.
تهجير وعودة
علي جمعة الحسن يؤكد لـ«تشرين» أنه وعائلته غادروا منزلهم في حي حطلة بداية العام 2014 نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية عليه وفقدان سبل المعيشة متوجهاً إلى لبنان ليستقر في إحدى البلدات الجنوبية ممارساً أعمالاً حرّة كي يسد حاجة عائلته المكونة من 7 أفراد، مضيفاً، «لولا ما عشناه من إرهاب خلال السنوات السابقة وفقدنا لمصادر رزقنا لما كنت توجهت خارج البلاد، الغربة تحت أي ظرفٍ كانت صعبة ولا يُمكن تحملها إلّا لمن اضطر إليها، ومع عودتي إلى مكان سكني في منطقتي فإنني أواجه مشكلات عدة، منها حاجة المنزل للترميم لتضرره خلال فترة الحرب، وأعمال كهذه تحتاج أموالاً ليس باستطاعتي توفيرها، لنبيت في وضع كهذا بين ناري الاحتلال والإرهاب الذي ضرب مختلف مناحي الحياة وسُبل العيش الكريم، إلى جانب حاجتي لمواصلة تعليم أبنائي وما يتطلبه ذلك من قدرات مادية لا قدرة لي عليها.
العائدون: نزوحنا السابق سببه الإرهاب.. وقف دعمه ورفع الحصار كفيلان بعودة أكثرية النازحين
فيما أشار وليد الزغير إلى أنه قصد لبنان منذ خروج منطقته وأكثر أراضي المحافظة عن السيطرة نتيجة غياب كافة مقومات الحياة، فلا الزراعة على حالها، ولا التجارة، ولا حتى الأعمال الحرّة، فاضطررت للهجرة، مضيفاً: «أحمد الله أن عائلتي صغيرة، إذ استطعت تدبر أوضاعها بالعمل في لبنان، غير أن العدوان الإسرائيلي اضطرني للعودة في ظل حاجتي للانطلاق من جديد في تأمين عمل وتجهيز منزلي للسكن فيه من جديد، أعلم أن ما يُسمى بالمجتمع الدولي يعلم جيداً أن أغلبية السوريين غادروا بلادهم نتيجة ما أحدثته المجموعات الإرهابية من فوضى ودمار وضرب للبنى التحتية والخدمات التي كانت متوفرة بكافة مفاصل الحياة.
ويؤكد الشاب محمد المضحي – من أبناء مدينة البوكمال أن لا معوقات تُذكر واجهته أثناء دخوله إلى سورية، فكافة التسهيلات قُدمت للأسر التي غادرت لبنان وبإجراءات سريعة ومُيسرة، مضيفاً: «لم تكن هجرتي إلى لبنان منذ سنوات خلت ترفاً، بل هي اضطرارية لتأمين مصدر عيش لعائلتي المؤلفة من والدي ووالدتي وإخوتي الصغار، حيث تصل أعدادهم إلى 13 فرداً، فعملي كان يسد حاجتهم عبر الأموال التي أرسلها كحوالات بشكلٍ شهري، ومع عودتي بتُّ بحاجة لعمل من أجل مواصلة تأمين ما تحتاجه عائلتي في بيتنا المتواضع، فالظروف التي تعيشها سورية جعلت البحث عن فرصة عمل كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، والواقع المعيشي صعب جداً».
مطالب بتدخل أكبر للمنظمات الإنسانيّة الدوليّة
أين المنظمات الدوليّة؟
وخلال حديثها لـ«تشرين»، أكدت أم أحمد أن الأوضاع المتوترة التي تشهدها المناطق اللبنانية أجبرتها على العودة نتيجة القصف العشوائي الذي يقوم به الكيان الصهيوني على المناطق المدنية، وهي تطالب المنظمات الدولية بزيادة الدعم لسورية التي تستقبل بشكل يومي مئات العائلات، إضافة إلى أن منزلها الذي يقع ضمن الأحياء المحررة بحاجة إلى إعادة تأهيل للاستقرار به، والآن اضطرت إلى البحث عن منزل يؤويها وعائلتها.
فيما أشار محمود الحسن إلى أنه خسر عمله والآن بدأ بالبحث، مُطالباً المجتمع الدولي بأن يكون داعماً لسورية ويقدم لها المساعدات في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل أمريكا.
المنظمات الناشطة في المحافظة تلحظ مساعدات للعائدين
دعم
نائب رئيس المكتب التنفيذي لمحافظة دير الزور حمود الشيخ أكد في تصريح لـ«تشرين» أن أعداد العائدين بلغت حتى صباح أمس أكثر من 1200 عائلة، عدا عن عودة أفراد أيضاً، لافتاً إلى أن أعداد العائدين على مستوى سورية بشكل عام عبر معبر جديدة يابوس ناهزت 163456 شخصاً، ويجري حالياً تقديم مادة الخبز، وتضطلع بعض المنظمات الدوليّة بدورٍ داعم على هذا الصعيد، فيما يقوم فرع منظمة الهلال الأحمر بإعداد قوائم اسميّة للعوائل التي عادت، بغية تنظيم عمليات توزيع المساعدات لتشمل جميع الأسر العائدة، بما تتضمنه تلك المساعدات من تأمين الاحتياجات الأساسيّة، وصولاً إلى ما يمكن لحظه في هذا الإطار على صعيد ترميم وتأهيل المنازل وتقديم ما تحتاجه، وبيّن الشيخ أن حركة العودة شملت مختلف مناطق المحافظة قرىً وبلديات ومدناً الواقعة تحت سلطة الحكومة السوريّة.