الأديب محمد عامر المارديني وزير التربية.. في حوار مع «تشرين»: الثقافة ضرورية لتنمية التربية وحماية الهوية الوطنية

تشرين – محمد خالد الخضر:

الدكتور محمد عامر المارديني أديب لمع في دنيا الأدب الساخر، ثم أجاد في الجمع بينه وبين الجاد، كرواية صاحب الظل القصير معبراً عن ضرورة مكافحة الفساد وحماية القيم والأخلاق، ولعلّه من الجميل والمفيد بل “الاستراتيجي” أن يكون الوزير الأديب وزيراً للتربية، فثمة الكثير مما يمكن أن يحمله لهذا القطاع على مستوى القيم المضافة الأساسية المطلوب ترسيخها اليوم.. مع الدكتور عامر المارديني كان هذا الحوار الذي نظنه شيقاً:

الثقافة والتربية
• سؤالنا الأول ولعلّه البدهي.. ما دور الثقافة في تطوير وتنمية العملية التربوية؟
الثقافة والتربية تشكلان حالة تكامل في تكوين الشخصية التي تحقق للوطن والمجتمع قوة وتطويراً وقدرة على حماية الذات، فالطفل عندما ينشغل بأشكال وأجناس أدبية يبتعد عن الانشغالات الأخرى ويلتزم بتطورها وتوسيعها عندما يصل إلى مرحلة الفتوة والشباب، وهكذا يكون من أهم مكونات المجتمع الذي يتمتع بقوة حقيقية .

تنمية مهارات
• كيف ترون السبيل لتكوين حالة تعليمية صحيحة موازية للثقافة في النشاط المدرسي بأنواعه؟
عندما يعيش الطالب المنظومة التعليمية بشكلها الصحيح ويتلقى كل أشكال التعليم كالرياضيات والعلوم الأخرى والفنون التشكيلية وغيرها من الفنون كالموسيقا، إضافة إلى الرياضة من دون إهمال الدروس الثقافية بأنواعها يتحول المجتمع والطلاب إلى التمتع بالنضج وعدم الرضوخ تحت السيطرة المادية، ولهذا أحدثنا في مؤسستنا التربوية بيت القراءة والتألق لتنمية المواهب بأنواعها وعدم نسيان القراءة، وبهذه التحولات استطعنا أن نشارك في مسابقات التحدي التي تقيمها الإمارات وذلك بأعداد كبيرة وقراءات متنوعة وليست قليلة .

تعاون وتواصل
• هل ترون أن ثمة مقدرة ومتسعاً للتعاون مع مؤسسات ثقافية أخرى؟
نحن نحرص كثيراً على التعاون الثقافي والوجداني مع كل المؤسسات المعنية كالمنظمات على سبيل المثال كالطلائع واتحاد الكتّاب والثقافة، وعدم تفريغ الحصص التي تسعى إلى حماية الوجدان عند الطلبة وتوعية شعورهم الثقافي والفني .

الموهبة والمنصب
• أنت كأديب هل تلعب هذه الموهبة لديك دوراً في عملك التربوي؟
إن وجود الموهبة الأدبية لدي يساهم مساهمة فاعلة في تشجيع المبادرات والفعاليات التي تشجع على القراءة وترفع مستوى المواهب وتدفع لتقويتها وقوة حركتها، وهذا الأمر دفع كثيراً من المؤسسات لتشجيع مواهب الطلاب وحمايتها وطباعتها في كتب ولا سيما التي تحمل قيمة ثقافية وفنية عالية، ولقد شكلنا لجاناً لحماية ورعاية هذا السلوك .

توعية جاذبة
• روايتك الأخيرة «صاحب الظل القصير» هل هي للفتيان وما دورها في توعيتهم؟
روايتي قادرة على التفاعل مع الأطفال والفتيان، وهي توضح لهم الكثير من الأخطاء والخرافات والإساءات التي يجب تجنبها، وهي قادرة أيضاً على التفاعل مع الكبار، لأنها تطرح أثر الخرافات والطمع والنزوات وضعف الشخصية، وتجعل القارئ أو المتلقي أمام ما تسببه هذه المآسي بأسلوب فني يحرص على التشويق .

مهمة مجتمعية
• ماذا تقول في نهاية الحوار؟
إن أهم ما يجب أن نتبع في سلوكنا الثقافي والتربوي هو التعاون البنيوي بين الأسر وأهالي الطلاب وبين مؤسسات الثقافة ومؤسسات التربية للوصول إلى قيم إنسانية وأخلاقية ووطنية مشتركة تشد عزيمة الانتماء، وتحافظ على القوة التنموية للجيل، وتسعى إلى استمرار الثقافة لكونها أهم مقومات المجتمع الصحيح

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار