في دورته الثالثة… معرض الكتاب السوري مهرجان ثقافي “نقرأ لنرتقي”
تشرين- وصال سلّوم:
عندما تصير المعرفة أداة من أدوات التصدي والمواجهة، في زمن الحرب ومخرجاتها التي طالت حتى النواحي الثقافية، لابدّ سيكون افتتاح معرض الكتاب تحدياً كبيراً في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية في سورية وفي المنطقة. معرض الكتاب هذا العام (8 تشرين الأول الجاري ويستمر حتى 19 منه) يشكل مهرجاناً ثقافياً، الأجنحة المشاركة فيه ٤٠ جناحاً، ١٢ منها تخص الأطفال بكتب وأدوات تعليمية ذات قيمة تربوية وفكرية وتعليمية، و١٢ جناحاً حكوميًا، والبقية أجنحة محلية خاصة، وتقتصر الدور فيه على الدور السورية، حيث كان توقف معرض الكتاب السوري في ظل مناخات الحرب التي طالت فيما طالت المناحي الثقافية إضافة للمناحي الاقتصادية والسياسية، فكانت الحرب وتداعياتها السبب الرئيس وراء اختصاره أو غيابه، ليكون هذا العام، بعنوانه “نقرأ لنرتقي” رغم الظروف الصعبة مؤشراً على ديمومة العمل واستمرارية النهج الفكري القائم على تكريس العلم والمعرفة والاهتمام بالأطفال الشريحة العمرية الأصعب والأهم في مستقبل الوطن.
سبعة أفلام
ويرافق المعرضَ برنامجٌ ثقافيٌ بندواته الفكرية والثقافية والسياسية وحفلات موسيقية تحتفي بالتراث السوري، ومؤسسة السينما تشارك في المعرض من خلال تقديم سبعة أفلام روائية هي: “الطريق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، “ماورد” للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، “الظهر إلى الجدار” للمخرج أوس محمد، “رحلة يوسف” للمخرج جود سعيد، “عتمة مؤقتة” للمخرج فراس محمد، “الحكيم” للمخرج باسل الخطيب، “العاشق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
إذا عاد معرض الكتاب بعد توقفه العام الماضي بعد دورتين ناجحتين، عاد عودة ميمونة و بإصرار لتقديم الكتاب السوري وتفعيل وتنشيط الحراك الثقافي العام لأنه وفي خضم التطور التكنولوجي الكبير والذي قلّص واختزل من حضور الكتاب الورقي بات العمل على نشر ثقافة القراءة الورقية أمراً صعباً وواجباً لتكريس الإيجابيات ولفظ السلبيات الناتجة عن القراءة من العوالم الافتراضية.
معرض المستقبل السوري
يقول هيثم الحافظ – رئيس اتحاد الناشرين السوريين : نعيش اليوم فرح معرض الكتاب السوري الثالث الذي من خلاله نرى المنشورات السورية والمعرض السوري المتميز الذي نكبر يإنتاجه ونجاحه؛ هذا المعرض الذي عملنا على إقامته لمجتمع حضاري يسعى إلى القراءة والمعرفة والتنوير من خلال الكتاب؛ سورية مجتمع رائد في المنطقة، والمنطقة العربية بالذات؛ لذلك يجب أن نكون رواداً في القلم وفي المعرفة من أجل ذلك كان المعرض الذي نعزز فيه القيم الأخلاقية للمجتمع السوري وننتقل من خلال القراءة إلى عصر المعرفة؛ هذه الرؤية الثقافية الجديدة هي إنتاج عصر المعرفة، واليوم كل شبابنا تتجه إلى المعرفة والعلم والثقافة؛ لذلك وجب علينا أن نفتح لهم مساحة من الكتب والجمال والإبداع؛ الإبداع المتعلق بأمرين اثنين، الأول: له علاقة بالقراءة يجب أن يكون لدينا قرّاء على مستوى عالٍ وتصبح القراءة عادة في المجتمع السوري؛ الأمر الآخر الذي يتيحه المعرض هو إنشاء أو صناعة كاتب لأنه عندما يرى الشاب الذي عمره 20 سنة الكتابَ بحفلات التوقيع يعطيه هذا تحفيزاً آخر بحيث يصنع لدينا كتّاباً وهذا أيضاً من اختصاصات المعرض. أنا أرى أن هذا المعرض هو معرض ( المستقبل السوري القادم) والذي من خلاله شباب المعرفة وشباب العلم والتكنولوجيا الذين يعيشون من خلال التطبيقات الجديدة من خلال الجوالات والكمبيوتر ؛ وحتى الجوالات والكمبيوتر بحاجة إلى قراءة ؛ القراءة ليست شرطاً أن تكون ورقية يمكن أن تكون الكترونية فنحن عندما نحفّز على القراءة نحفز عليها أينما كانت وبأي طريقة لكن عندما نحفز على القراءة بأي طريقة ممكن أن تبدأ بطريقة ورقية؛ فالكتاب هو الحامل الثقافي الأول لذلك نحن في اتحاد الناشرين دائماً نسعى لإقامة هذا المعرض رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا والمنطقة ورغم الظروف السياسية والعسكرية والأزمات المتتالية للمنطقة لكن الخروج من هذه الأزمات دائماً تبدأ من القراءة والمعرفة وأنا أحفز على إقامة معارض متخصصة مثلاً كتاب الطفل- المرأة- معرض الكتب المترجمه؛ وأيضاً إقامة معارض في المحافظات مثل اللاذقية- طرطوس- السويداء؛ يجب أن نعزز قيمة القراءة وجمالية القراءة ليس فقط في العاصمة دمشق، نحن اليوم نصنع مجتمعاً سورياً بكل فئاته وشرائحه وأعماره.. لكل مدينة يجب أن تكون القراءة هي المسار الهادف والصحيح لمستقبلنا .اليوم جميعنا نسعى لدعم هذا المعرض سواء كنا ناشرين أو كتاباً أو حتى الأسرة السورية تدعمه بحضورها المفيد والرائد، فالمعرض للناشرين والكتاب والقارئين ولرياض الأطفال وللأسرة ولطلاب الجامعة هو معرض سورية بامتياز ويجب أن نكون دائماً سورية تقرأ.
رغم كل الظروف
الشاعر توفيق أحمد- نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب
قال عن المعرض: نحن كاتحاد الكتاب العرب وبكامل أعضاء المكتب التنفيذي حضرنا المعرض ولأكثر من مرة بدءاً من الافتتاح مع وزيرة الثقافة والمعنيين بالفكر والثقافة والإعلام ، ومتابعة الفعاليات والأنشطة اليومية في المعرض، وقد لامست الحالة الإيجابية عند الحضور وزوار المعرض، قد لا يكون المعرض واسعاً وكبيراً ككل السنوات الماضية لكنه وسب الظروف الصعبة التي تمر على البلاد والمنطقة يعدّ جيداً بهذا الشكل ويؤدي أغراضاً كثيرة اجتماعية ومعرفية وسياحية وحتى نفسية ، المبيع الأكبر للكتب التي تهتم بالأطفال تليها الرواية والدراسات النفسية وبعض الكتب الأخرى التي لها رصيد أقل من المتابعين والمشترين.قد لا تكون نسبة الشراء عالية جداً كالسنوات السابقة ولكنها في الظروف التي نعيشها أراها مقبولة ومقبولة جداً. المعرض ضروري وافتتاحه هام وعرض كل كتب دور النشر ضروري وتبقى الأسعار في سورية أقل سعراً من كل المعارض التي تقام في بلدان الوطن العربي وحتى أسعار الطباعة رغم كل الظروف هي أيسر من كل عمليات الطباعة في الوطن العربي والكثير من الدول المجاورة يرسلون كتبهم عبر الإيميلات أو وسائل إلكترونية لطباعتها هنا .صحيح أنّ القراءة متراجعة لكن ليس فقط في هذا الوقت إنما قبل هذا الوقت بكثير؛ متراجعة لصالح مسائل أخرى اقتصادية أولاً. معرض اتحاد الكتاب العرب يقسم إلى قسمين: الأول بنصف سعر التكلفة؛ والثاني قسم مطبوع قبل ست أو سبع سنوات سعر الكتاب 200 ليرة أي كتاب بـ200 ليرة فالذي يبحث عن ضالته في هذه الكتب أن يشتري خمسة كتب بـ1000 ليرة وهذا السعر أزهد من الزهيد و أرخص من الرخيص.أتوجه بالشكر لكل دور النشر التي ساهمت وشاركت في هذا المعرض رغم كل الظروف، والعام القادم نتمنى أن تكون الأمور أفضل باتجاه القراءة وتكون ميسرة أكثر بكثير.
في معرض الكتاب
ورغم التركيز على أساسيات عمل وأفق تربوية وفكرية وسياسية إلّا أنه لابدّ من تواجد وتوفر كتب المنوعات التي تقدمها بعض الدور تلبية لاهتمامات القارئ الزبون الذي يطلب كتب الطاقة والصحة ووصفات الأعشاب الطبية، فالقرّاء أنواع وكل دار تهتم بنوعية محددة من القراء، فدار تقدم أهم عناوين الأدب العالمي والسياسة والفلسفة، ودُور أخرى تقتصر على الكتب الدينية فقط، فيما الأغلبية تركز على الأطفال بخطوة إيجابية يكللها النجاح بحضور الرحلات المدرسية والروضات لزيارة معرض الكتاب.
والذي يبدأ من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة التاسعة مساء عدا يوم الجمعة من الساعة الرابعة.
فيما برامج الفعاليات الثقافية يومياً الساعة السادسة مساء وهي فعاليات مجانية.