طلبة الجامعة يدخلون سوق العمل “الطارئ” .. فرص عابرة لتأمين مصاريفهم الدراسية.. باحثة اجتماعية: يساعدهم على تحمل المسؤولية

تشرين- دينا عبد:
يضطر كثير من طلاب الجامعات إلى دخول سوق العمل لتوفير مصروفاتهم الدراسية، وكثير منهم يعمل في مهن بسيطة، وأغلبها لا علاقة لها على الإطلاق بمجال دراستهم.

حالات
يقول ياسين (20 سنة) طالب في السنة الثالثة (هندسة كهربائية): الحاجة هي التي دفعتني للعمل؛ مضيفاً؛ أنه يعمل في محل لبيع الألبسة الرياضية، حيث يستطيع توفير مبلغ 200 ألف أسبوعياً ما أتاح له البدء في تحقيق حلمه بإتمام دراسته للهندسة بعد أن أوقف تسجيله سنة كاملة نظراً لعدم قدرة أهله المادية على متابعة تحصيله الجامعي .
مصطفى هو الآخر طالب جامعي في كلية الحقوق يعمل كمحاسب في شركة خاصة ويتابع دراسته في الجامعة ويشير إلى أنه يعمل بهدف الحصول على المال لأن الدراسة تحتاج مصاريف كثيرة.
مي طالبة جامعية تدرس (الأدب العربي) تعمل لجانب دراستها الجامعية، لكن رغم اختلاف الأسباب والظروف التي دفعتها للعمل، إلا أنها تؤكد حاجتها للمصروف لإكمال دراستها؛ فهي لا تريد تحميل أهلها أي تكاليف أخرى خاصة أنهم يغطون جزءاً من تكاليف دراستها الجامعية (حسب ما تتيح لهم إمكانياتهم).
وتتابع مي التي تعمل في أحد المولات حديثها لتشرين: أنها تقوم بالتنسيق بين محاضراتها في الجامعة والعمل بالاتفاق مع مديرها، فهي تذهب للجامعة صباحاً وبعد الظهر يبدأ دوامها في المول.
وتشير إلى أن الراتب الذي تحصل عليه يكفي لشراء الكتب الجامعية والمحاضرات والمواصلات فقط وهي لا تريد أكثر من ذلك ، مبينة أن العمل مهم لكل فتاة فهو يعبر عن كيانها ووجودها في المجتمع، و يساعد على تطوير شخصيتها في أن تكون ثقتها عالية بنفسها ،وكذلك يساعدها على تطوير شخصيتها المستقلة في تحقيق أهدافها وأحلامها في الحياة.
الطالبة هديل تدرس في كلية الصيدلة اضطرت للعمل خلال دراستها لتوفر مصروفها، إضافة إلى أن عملها يكسبها خبرة في مجال عملها.
هديل تعمل في صيدلية من الساعة الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساءً تعتبر أن عملها لا يشكل عائقاً أمام دراستها على العكس يزيدها خبرة ويعرفها على أصناف دوائية على حد تعبيرها وبنفس الوقت تتدرب على مادة (الملازمة) المطلوبة منها في الجامعة.

أسباب كثيرة
بدورها الباحثة الاجتماعية أسمهان زهيرة أوضحت أن مصاريف الطالب الجامعي تتنوع مابين المواصلات ومواد الفصل من كتب ومحاضرات وتصوير أوراق خاصة وإيجار سكن سواء ضمن السكن الجامعي أو خارجه ضمن المحافظة الواحدة أو السفر من محافظة لأخرى وهذا يضاعف المصروف أضعافاً لذلك فإن عمل الطلبة الجامعيين أثناء الدراسة مرتبط بعدة جوانب منها الحاجة المادية للعمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم قدرة الأهل على تلبية جميع متطلبات أبنائهم المالية ؛ ورغبة من الشباب بالاعتماد على النفس وشق طريقهم بأيديهم لتحقيق الذات وكسب الخبرات العملية المفيدة على المدى البعيد.
وبينت زهيرة أن غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وعدم كفاية دخل الوالدين الذين يعيلون أسرهم يجبر الأبناء على العمل أثناء الدراسة فهو يساعدهم على تحمل المسؤولية قبل تخرجهم وبعده؛ كذلك يمكن له أن يعمل فى أي وظيفة ولا يواجه شبح البطالة في القادم من الأيام..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار