“كاميرا أبو زعبوط” تصوّر من وحي “أسلاك شائقة”

تشرين- ميسون شباني:
عندما دخلت إلى الكواليس خلال عملية التصوير لفت انتباهي العنوان “كاميرة أبو زعبوط” والخطأ الإملائي الفادح الذي كتب به عنوان الفيلم، فكان سؤالي الأول عن سر هذا الخطأ وسبب تغيير كلمة كاميرا من الألف إلى التاء المربوطة ليجيبني المخرج هشام فرعون بأنها تخدم فنياً شكل فتحة عدسة الكاميرة، ومن ثمّ انحيازاً منه للغة العربية حيث إن مخترع (الكاميرة) هو ابن الهيثم وبدأ يشرح اللغط بأن كلمة (قمرة) تعني الغرفة المظلمة، ترجمت إلى اللاتينية ومنها إلى الإنكليزية وعادت إلينا على أنها اسم اعجمي وترجمت بخطأ شائع (كاميرا) بالألف متجاهلين أن أصل الكلمة قمرة وهي اسم مؤنت عربي، وأيضاً في السياق كلمة (فيلم) تكتب خطأ شائع وسلكت نفس الطريق السابق والصحيح أن تكتب (فلم) بكسر الفاء وتعني في العربية الشريط ولكن بسبب كثرة التعارف على كتابتها بصورتها المعربة أصبحت عرفاً وصار يجوز الوجهان في الكتابة.. ويضيف: أنا مؤمن بأننا أصل الحضارة لأجل ذلك أحاول أن أمنع تزوير ما تبقى من تاريخنا على قدر استطاعتي لأن الغرب دائماً ومن فجر التاريخ يأخذ الحضارة من عندنا، ويعيد تصديرها لنا على أنها منه..

مضامين متنوعة ومواقف وجدانية تغوص في الأعماق البشرية

من وحي “أسلاك شائقة ”
فيلم “كاميرة ابو زعبوط” فيلم قصير مأخوذ عن قصة للدكتور محمد عامر المارديني من مجموعته القصصية “أسلاك شائقة” وتحديداً عن قصة “كاميرا الشعور” حيث كتب السيناريو له الأديب عماد نداف وأخرجه هشام فرعون وهو من بطولة كل من: الفنان جمال العلي وفريد واكيم ومجموعة من الممثلين من فريق رؤية السينمائي، وأنتجه فريق رؤية وهو أحد فرق دار الفنون الفنية.
يمتد الفيلم لحوالي 14 دقيقة ويحكي عن تقرير يصل (لأبو الهداهد) رئيس الكراكون (جمال العلي) حول شخص مهووس بالكاميرات والتصوير يدعى أبو زعبوط (فريد واكيم) يعدل كاميرته باستخدام الذكاء الصناعي لتصبح الكاميرا تقرأ المضمر خلف الوجوه الظاهرة، وتدخل إلى باطن الشخصية المصورة لتبدأ عملية البحث عن (أبو زعبوط) بعد الاشتباه بشخصين قبله وتجري المفارقات الكوميدية والمواقف الوجدانية بين كاميرة أبو زعبوط وأبو الهداهد الذي يطلب طلباً غريباً في نهاية الفيلم.

كاميرا الشعور
فكرة الفيلم بدأت حسب المخرج فرعون عندما قرأ المجموعة القصصية “أسلاك شائقة” ووجد أن الدكتور عامر يكتب صورة.. وهنا بدأ خياله يسرح في القصص، لكن لفت انتباهه مجموعة من الخيارات يمكن تحويلها إلى أفلام وبنفس الوقت نيته بصناعة فيلم كوميدي بعد نجاح الفيلم الأول كونه شعر بحاجة ملحة لإيصال رسائله عن طريق البسمة بديلاً للدمعة، ويستكمل فرعون بأنه تمت المناقشة مع عماد نداف لاختيار أحد القصص واستقر الرأي على قصة “كاميرا الشعور” وذلك للمعنى الضمني الذي تحمله إضافة لكونها تناسب رسالتهم من الفيلم حيث وجد في القصة المقولة الشهيرة التي نادى فيها أغلب الفلاسفة من ارسطو إلى العصر الحالي، وظهرت جلية عند عالم الرياضيات (بيير سيمون) وهي المظهر والقشور والمضمون والجوهر وبين القشور والجوهر تكمن الحقيقة.

الفيلم سيعرض خلال الأيام القادمة في سينما الكندي بدمشق

البحث عن المضمون
فكانت رسالة الفيلم تقول لا تحكم على الظاهر بل ابحث عن المضمون وليس كل ما تراه حقيقة مطلقة لأنه في كل حقيقة يوجد شيء مزيف وفي كل شيء مزيف يوجد شيء حقيقي (وهذه الجملة مقتبسة من فلم شهير) بعدها أخذنا موافقة الدكتور عامر الذي أعطانا مطلق الصلاحية في المجموعة كاملة، وبدأ نداف في كتابة سيناريو” كاميرة أبو زعبوط”وبعد نقاشات طويلة وصلنا للصيغة النهائية التي سيخرج فيها الفيلم وبدأت رحلة التحضير للتصوير فكان اختيار الشخصيات متعباً جداً، خاصة أنه يوجد في الفيلم شخصيتين لا يمكن عملهما إلا من قبل ممثل محترف وكنت مصراً على أن يكون أحد الشخصيات من الوجوه الجديدة برفقة النجم .
ويضيف فرعون: وضعت الخيارات وتناقشت مع كاتب السيناريو حول من يمكن أن يكون من النجوم في البطولة واستقر الرأي على الفنان جمال العلي الذي كان خير اختيار لسعة صدره وحسن تعامله مع الممثلين الهواة وتم اختيار فريد واكيم للدور الآخر.
من جهته يؤكد الكاتب عماد نداف أن أغلب أعمال د. محمد عامر المارديني تصلح للتحويل إلى أعمال كوميدية ودرامية، وقصة (كاميرا الشعور) موجودة في المجموعة القصصية “أسلاك شائقة” الصادرة عن دار دلمون لدمشق حيث تم اختيارها وقمت بإعداد السيناريو الخاص بها وكنا أمينين على النص كفكرة ولم أتصرف بعيداً عنه إلا في بعض الأشياء الطفيفة التي تحتاجها شاشة السينما، واستطعنا أن نقدم لوحة كوميدية جميلة جداً وبنفس الوقت تحمل رسالة ذات قيمة فنية.

الفيلم مأخوذ من قصة قصيرة للقاص محمد عامر مارديني

لمسات كوميدية
وحول شخصية أبو الهداهد يؤكد الفنان جمال العلي أنه تم اختياره بسبب الشكل الذي يخدم الشخصية مع الكاركتر المرسوم وأثناء النقاش حول الدور قدمت بعض التعديلات حسب رؤيتي للشخصية وأضفت لها بعداً إنسانياً بالإضافة لحالتها الوظيفية ضمن الفيلم من دون أن أنسى اللمسة الكوميدية في بعض الأماكن .
فيما يؤدي فريد واكيم شخصية أبو زعبوط وتم اختياره بناء على الشكل القابل للتغيير بسهولة وبناء على اختبار أداء، ويؤكد المخرج فرعون بأن شخصية أبو زعبوط هي ثلاث شخصيات في شخص واحد وكان لابد من وجود موهبة لدى الممثل للانتقال بين الشخصيات بسلاسة علماً أن فريد عمل معي قبلاً في ثلاثة أفلام سابقة وكنت أثق بموهبته وسرعة تكيفه مع الأدوار.
أما باقي الشخصيات فتم اختيارهم بناء على اختبار أداء ضمن الفريق من دون إعلامهم وذلك للوصول لحقيقة موهبتهم مع العلم أنهم من طلابي وتم توظيف كل شخص في مكانه الصحيح سواء من فنيين أو فنانين للوصول للشكل الأمثل في النهاية.
الجدير بالذكر أن الفيلم سيتم عرضه خلال الأيام القادمة في سينما الكندي بدمشق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار