من إعلام العدو… “معاريف”: أهذا هو “النصر المُطلق” الذي يتحدث عنه نتنياهو…؟ 

تشرين- غسان محمد:

فيما يواصل بنيامين نتنياهو حديثه عما يسميه “النصر المُطلق” قائلاً إن الحرب على غزة لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها، سخر المحلل في صحيفة “معاريف” أفرايم غانور، من حديث نتنياهو قائلاً، إن “النصر” الذي يتحدث عنه نتنياهو، هو الوهم المُطلق. مضيفاً، إن هذه الحكومة الوهمية التي تتحدث عن “النصر الكامل” تورطنا في مثل هذا الواقع المرير، وهي عاجزة عن إعطاء ردود واقعية في العديد من الساحات.

وقال غانور، إن هذه الحكومة تسير بلا بوصلة، لدرجة أننا نشعر أكثر فأكثر بأن “آلة السم” تعمل بكامل قوتها، وتحاول إلقاء اللوم على العالم كله وكل ما هو ممكن، فقط من أجل إبعاد التهم عن الحكومة وعن رئيسها، وتحميلها مسؤولية الفشل المريع، وهذا يحصل من خلال زعم نتنياهو وقوله: “لم أكن أعلم، ولم يتم تحذري”. والهدف هو تبرير مواقف نتنياهو وأفعاله، مع ذلك، فإن مسألة فضح هذه المهزلة وكشف الحقيقة للجمهور هي مسألة وقت فقط.

وتابع غانور، إن هناك من يطالب حالياً من أجل تشكيل لجنة تحقيق حكومية لتقصي العوامل وكشف الجناة الذين جلبوا علينا أفظع كارثة، في وقت أصبح فيه بقاء “إسرائيل” موضع شك كبير في هذه الأيام، وهو لا يقل أهمية بل ضرورة لتشكيل لجنة تحقيق لتفحص سلوك وأداء الحكومة الوهمية هذه منذ 8 تشرين الأول وحتى يومنا هذا، ومن المؤكد أن نتائج التحقيقات ستكشف عن الإخفاقات التي لن تكون أقل خطورة وألماً، أما ما تسميه الحكومة ومن يؤيدها “النصر المُطلق” فهو في الواقع الوهم المُطلق. فبعد نحو عام من الحرب، لا تزال المقاومة في غزة ناشطة، وتملي شروطها على “إسرائيل”، وهي تستمتع برؤية “إسرائيل” مُمزقة بين أولئك الذين يقاتلون من أجل استعادة الأسرى من خلال صفقة، وبين أولئك المستعدين للتضحية بهم على مذبح مقولة “النصر المطلق”، وهو نصر وهمي لن يتحقق أبداً، ومن الواضح والمؤكد أن ما كان هم ما سيكون.

وأوضح المحلل غانور، أن قطاع غزة سيبقى سبب الصداع لـ”إسرائيل” لسنوات عديدة قادمة، وهذا ما يؤكده قيام المقاومة الفلسطينية في الأسبوع الماضي بإطلاق صاروخين على عسقلان، في حين تحاول حكومة الإخفاق هذه خلق الوهم بأننا سنتمكن من السيطرة على قطاع غزة بإقامة حكم عسكري، كما كان الحال في الماضي، فلن تمر سوى فترة قصيرة حتى نواجه حرب عصابات ضد قواتنا في قطاع غزة، وحرب استنزاف ستكلفنا ثمناً مؤلماً يومياً من الدم، وستحوّل وهم السيطرة على غزة إلى وهم مؤلم وإلى جرح دموي نازف.

وتابع غانور، أنه بعد نحو عام من الحرب، يتضح أن معظم المستوطنين في الشمال فروا من مستوطناتهم، تاركين وراءهم بيوتاً مدمرة وحقولاً متفحمة، وعودتهم غير واضحة، وفي المقابل، فإن المستوطنين في الجنوب تُركوا تحت رحمة السماء، وتركوا وراءهم ظلالاً من النار، ولن يمحو أي “نصر” وضعهم الكارثي، ووسط كل هذا يتساءل القلقون والمتألمون: عن أي “نصر مطلق” يتحدث نتنياهو…؟ هل سيكون هذا النصر المزعوم على المقاومة في غزة أم ربما على حزب الله في الشمال…؟

وأضاف المحلل غانور: مثل هذه الحكومة الوهمية هي وحدها التي تسمح لنفسها بالحديث عن “النصر الكامل” وهي التي أوصلتنا إلى هذا الواقع المرير، وخطواتها نحو النصر المزعوم تدفعنا خطوة جديدة نحو الكارثة. واللافت هنا أنه يقف على رأس معسكر “النصر المطلق” كل من نتنياهو ووزيري جيش “النصر المطلق”، بن غابير وسموتريتش، اللذين يرفعان رايات هذا النصر الوهمي، ويقودان “إسرائيل” إلى الهاوية. وختم غانور قائلاً: مع اقتراب ذكرى هذه الحرب اللعينة، ويوماً بعد يوم يزداد وضعنا سوءاً وأكثر إثارة للقلق. فمن يصدق أنه بعد عام من الحرب، لا يلوح في الأفق بصيص أمل بانتهاء الحرب…؟ هذا فقط لأن عائلة نتنياهو لم توافق على التنازل عن الحكم والمملكة، وهي مستعدة للتضحية بالإسرائيليين من أجل استمرار بقائها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار