” الضمّانة” يستغلون تأخر صدور تسعيرة التفاح النهائية و”يبازرون” على شرائه من الفلاحين في السويداء وفق تسعيرتهم
تشرين – طلال الكفيري:
استغل تجار التفاح في السويداء أو ما يُسمى « الضمّانة» عدم صدور التسعيرة النهائية للتفاح حتى تاريخه من اللجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء، ليبدؤوا وعلى الفور بازاراتهم الاستغلالية من خلال دفع 7000 ليرة بالكيلو الواحد من التفاح « دوكما » للمزارعين،و8 آلاف ليرة للنوع الأول، طبعاً على حد تعبير أحد الفلاحين، وهذا السعر لا يتوافق على الإطلاق مع التسعيرة التأشيرية التي سبق وأن اقترحتها اللجنة الزراعية الفرعية في السويداء منذ شهر تقريباً، الأمر الذي أثار مخاوفهم إزاء إنتاجهم، بسبب تحكم التجار بالتسعيرة، وعدم تسويق منتجهم من التفاح الذي يقدر بنحو 37 ألف طن، وخاصة أن «السورية للتجارة » مازالت لم تعلن لتاريخه عن الكميات المراد استجرارها منهم، لكونه لم يعلن عن التسعيرة النهائية.
وأضاف المزارعون: إن المسألة الثانية التي ما زالت تؤرقهم أمام هذا الواقع التسويقي شبه المعدوم هي خلو المحافظة من سوق «هال» نظامي، يُمكنهم من بيع إنتاجهم كاملاً، وخاصة أن سوق هال مدينة السويداء مازال حديثاً ويفتقد لركيزته الأساسية ألا وهو القبان، ما أبقى تجاره الذين معظمهم نصف جملة عاجزين عن استجرار كامل الإنتاج، ما سيدفع المزارعين للتوجه بمنتجهم من التفاح إلى سوق هال مدينة دمشق، الأمر الذي سيوقعهم في مصيدة الاستغلال المادي،
كيف لا وأجرة السيارة الناقلة للتفاح تجاوز سقفها لـ 2 مليون ليرة، فضلاً عن ذلك وهذا الأهم هو «الكمسيون» الذي يتقاضاه سماسرة سوق هال مدينة دمشق الذي يصل إلى ٧% من قيمة كل نقلة.
ولفت المزارعون إلى أنهم حتى تاريخه لم يروا ولو بارقة أمل ضئيلة بتسويق المنتج خارجياً، ما يُبقي خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم، وهو بيع منتجهم من التفاح في الأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق “الحسبة” غير النظامي بسعر “البلاش” إذ لا يتجاوز 5 آلاف ليرة للكيلو الواحد.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ لـ(تشرين ) : إننا كاتحاد ما زلنا ننتظر للمصادقة على التسعيرة التأشيرية للتفاح، التي اقترحتها اللجنة الزراعية الفرعية في السويداء إلى اللجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء منذ بداية هذا الشهر، والتي وضعت وفق تكاليف الإنتاج المترتبة على الفلاحين.
مضيفاً: إن التسعيرة تعد مؤشراً يستند إليه الفلاح، لبيع إنتاجه للتجار أو الضمّانة، والتأخر بإصدارها سيدفع المزارعين للبيع للتجار بالسعر الذي يضعه التاجر خوفاً من ألا تأتي التسعيرة النهائية متوافقة مع التسعيرة التأشيرية، وقد اقترحت اللجنة الزراعية أسعار التفاح كالآتي:
أصفر أول بـ10 آلاف ليرة، أصفر ثانٍ بـ 8500 ليرة، أصفر ثالث 7 آلاف ليرة، بينما الأحمر الأول 11 ألف ليرة، أحمر نوع ثانٍ بـ9500 ليرة، أحمر نوع ثالث بـ 8 آلاف ليرة، وهذا المقترح قُدم للجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء، للمصادقة وكلنا أمل أن يصادق عليه إنصافاً للمزارعين.
يشار إلى أن التسعيرة الموسم الماضي كانت لا تتجاوز 3700 ليرة لكيلو التفاح الأحمر، و3600 ليرة لكيلو التفاح الأصفر.