بوادر انخفاض أسعار المواد الغذائية.. هل هي طفرة أم مؤشر على تحسن قادم؟

درعا – وليد الزعبي:
لطالما كان هاجس استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية مصدر قلق للأسر الفقيرة، حيث إن تفاقمها يعني تقليل كمياتها إلى الحدود الدنيا أو حذف بعض الأساسيات منها من لوائح موائدها، وبعد أن فقدت الأمل بانخفاضها كانت تنشد على الأقل استقرارها، وعلى ما يبدو أن هذا ما أخذ يحدث مؤخراً، حيث لوحظ استقرار نسبي بأسعار المواد مع بوادر انخفاض طفيف على بعضها، مثل السمون والزيوت والأرز والشاي وغيرها من المواد المستوردة.

تجار خفّضوا أسعار مواد غذائية لتصريفها والعروض تزداد

تخفيض بهدف التصريف
حديث صاحب متجر للسمانة في سوق الشهداء بمدينة درعا كان على غير المعهود، إذ أشار إلى أنه بدأ بتخفيض أسعار أغلب المواد الموجودة لديه، وحتى بيع بعضها برأس المال أو أقل بهدف تصريف ما لديه من كميات كبيرة وبسرعة، وعرض أمثلة على بعض أنواع السمون والزيوت والسكر والأرز وغيرها، والسبب حسب ما أورده أن هناك مؤشرات على أن سعر صرف الليرة سيتحسن وستنخفض الأسعار خلال الفترة القادمة، وغمز إلى أنه استقى معلوماته من تجار الجملة بأن تحسناً اقتصادياً يلوح في الأفق، وهناك على ما يبدو انخفاض قادم على الأسعار، ولهذا يرغب بتصريف أكبر قدر ممكن مما لديه، حتى لا يتعرض لخسائر في حال بقيت لديه كميات كبيرة من البضائع وانخفض سعرها إلى ما دون رأس المال.
الترويج لعروض
ما قد يعزز بالتوازي رواية هذا البائع إلى حد ما، مشاهدة عدة صفحات على الفيس، تروج لعروض تخفيض أسعار على العديد من المواد الغذائية في مدن وبلدات مختلفة، وهي أسعار أقل مما كان متداولاً في السابق، فكيلو السكر معروض بقيمة ١٢ ألف ليرة بعد أن كان يتراوح بين ١٣٥٠٠ و١٤٥٠٠ ليرة، وأحد أنواع السمون زنة ٢ كغ معروض بسعر ٧٠ ألفاً بعد أن كان في السابق بنحو ٧٤ ألف ليرة، والحال يقاس، وإن بنسب متفاوتة، على مواد أخرى مثل الشاي وزيت دوار الشمس والصويا والمعلبات والأرز.
يأتي بعد الاحتكار

المواطنون بين متشائم ومتفائل لكن آمال الجميع بالانخفاض لا تنقطع

هذه الحال تحدث في حين كان تجار الجملة ونصف الجملة وحتى باعة المفرق يتمترسون عند أسعار معينة مرتفعة ولا يهادنون أبداً، بل وبعضهم يحتكر أنواعاً عليها طلب شديد، بهدف التحكم بسعرها في السوق ورفعه كلما سنحت لهم الفرصة والتربح أكثر، علماً أنه بسؤال بعض باعة الجملة عن واقع حركة المبيعات، أشاروا إلى أنها عادية، لكن بوتيرة سحب أقل من باعة المفرق بالقياس لفترات سابقة، وتطرقوا إلى وجود انخفاض طفيف بالأسعار على بعض المواد، لكن ليس من الواضح حتى الآن ما ستؤول إليه الأمور، ولا أحد يستطيع التنبؤ فيما إذا كانت الأسعار مقبلة على استقرار أو انخفاض، لكنهم بشكل عام يأملون انخفاض الأسعار، لأن ذلك يحسن من قدرة شراء عامة الناس ويحرك من مياه الأسواق الراكدة.

لا تتفاءلوا
لا تتفاءلوا كثيراً، هذا ما ذكره عدد من أرباب الأسر الذين من طبعهم التشاؤم، أو إن ما مرّ بهم في السنوات السابقة يدفعهم لعدم التفاؤل، حيث أشاروا إلى أنه لطالما حدث ركود أو شبه استقرار في أسعار المواد الغذائية بالتوازي مع استقرار سعر الصرف أو لضعف القدرة الشرائية لدى عامة الناس، لكن هذا ما هو معلوم للجميع لا يدوم طويلاً، إذ طالما حدثت بعدها اهتزازات في الأسعار أدت إلى ارتفاعها المتسارع وتفاقمها.

لهم رأي مختلف

المسالمة: تحسن سعر صرف الليرة وانخفاض تكاليف الإنتاج يساهم في تراجع الأسعار

لكن بالمقابل، هناك متفائلون كان رأيهم مختلفاً، إذ ذكروا أن المؤشرات على مختلف المستويات توحي بأن الأمور مقبلة على تحسن، وإن كان بطيئاً في المجال الاقتصادي، ويحتاج إلى وقت حتى يظهر وينعكس بشكل ملموس على معيشة المواطنين، وطالبوا التجار بطرح ما لديهم من بضاعة والتخلي عن الاحتكار الذي يلجأ إليه بعضهم، وحتى تخفيض الأسعار والاكتفاء بنسب ربح بسيطة، لأن ما يحدث لدى البعض يمثل حالة استغلال وجشع، حيث لم يعد يقنع الكثيرون من تجار الجملة ونصف الجملة والمفرق بنسب الربح الرسمية أو القليلة، وخاصة لجهة بعض المواد الأساسية التي يشتد الطلب عليها.
المؤشرات إيجابية
رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا المهندس قاسم المسالمة، أكد بالفعل أن المؤشرات بشكل عام وعلى مختلف المستويات توحي بأن الأمور قادمة على تحسن، وهو لا شك سينعكس على الوضع الاقتصادي وتحسن سعر صرف الليرة، وهذا ما من شأنه الإسهام بخفض الأسعار، وخاصة بالنسبة للمواد المستوردة، على أمل أن تنخفض تكاليف المواد الأولية الداخلة في الإنتاج المحلي الزراعي والصناعي بشكل ينعكس على انخفاض أسعاره على المستهلك، وناشد التجار والصناعيين لتخفيض نسب أرباحهم، وذلك تقديراً منهم لظروف الناس المادية الصعبة، ولتحريك الأسواق والتخلص من حالة الركود السائدة والإسهام بتحسين الحركة التجارية التي لا شك ستنعكس إيجاباً على مختلف حلقات سلسلة الإنتاج بأشكاله المختلفة وكذلك سلسلة حلقات العملية التجارية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار