من إعلام العدو… جنرال احتياط إسرائيلي: العصر الذهبي لقوة “إسرائيل” انتهى.. نحن في حرب مختلفة تماماً
تشرين – غسان محمد:
كتب الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس “الأمن القومي الإسرائيلي”، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحرب الحالية في غزة أصعب بكثير من سابقاتها، وأن نقطة الانطلاق للتغيير الاستراتيجي نحو الأسوأ، تتمثل بالخطة التي وضعها المحور المعادي لـ”إسرائيل”، والتي تهدف إلى تشكيل حلقة النار حولها.
وشدد آيلاند على أن عدداً من كبار ضباط الاستخبارات الإسرائيلية حددوا الجوانب المثيرة للقلق في وقت مبكر من بداية 2023، وتم نشرها في إحدى المجلات العسكرية، ومفادها أن العصر الذهبي الذي تمتعت فيه “إسرائيل” بالقدرة على إدارة صراعاتٍ محدودةٍ، والهيمنة الأمريكية، قد انتهى، وهو ما لم نفهمه عشية هجوم السابع من تشرين الأول.
وتابع آيلاند: ما يجب أن نفهمه ونتناوله الآن، هو أن موقع “إسرائيل” الاستراتيجي قد تدهور، وموقف إيران أصبح أقوى، حيث نجحت إيران في سد جزء كبير من الفجوة التكنولوجية أمام “إسرائيل”، وهي مستعدة لجرنا إلى حرب استنزاف متواصلة في عدة ساحات، والدليل على ذلك أنّه حتى اليوم، بعد تسعة أشهر من الحرب في غزة، لا يبدو أن القيادة الإسرائيلية تفهم الجمع الخطير بين استمرار الحرب في غزة وتحقيق ما تسميه “النصر الكامل”، وحرب الاستنزاف المستمرة في الشمال، التي لن تتوقف طالما استمر القتال في غزة، كما أن السياسة التي تنتهجها “إسرائيل” في الضفة الغربية، تدفع إلى نشوب انتفاضةٍ جديدةٍ بسبب حجب الأموال عن السلطة الفلسطينية، وتشويش حياة الفلسطينيين، وتدهور مكانة “إسرائيل” الدولية، وتهدد بمستقبل اقتصادي خطير، وأزمة في العلاقات بين الجيش والمجتمع.
وخلص آيلاند إلى القول: في ظل هذا الوضع، من الصحيح أن نسعى جاهدين من أجل إنهاء الحرب في غزة، وهذا شرط ضروري لتحسين جميع الأبعاد الأخرى، وهو صحيح أولاً وقبل كل شيء بسبب الحاجة الملحة لصفقة تبادل الأسرى، أضف إلى ذلك أننا يجب أنْ نفهم أنه على عكس حرب “الجرف الصلب” فإننا لسنا في جولة أخرى ضد منظمة مقاومة، بل في معركةٍ صعبةٍ إلى حد كبير، على الوجود ومواجهة حلقة النار المحيطة بنا.
من جهتها، وتحت عنوان”تراجع ثقة الإسرائيليين بقادة الجيش ورئيس الحكومة وقلق كبير إزاء المستقبل الأمني والاقتصادي” نشرت صحيفة معاريف، نتائج استطلاع أجراه ما يسمى “معهد السياسة اليهودي”، التابع للوكالة اليهودية، جاء فيه أن غالبية الإسرائيليين تشعر بالقلق تجاه مستقبل الوضع العام في “إسرائيل”، بما في ذلك على المستويين الأمني والاقتصادي، في ظل تراجع ثقة الإسرائيليين بالحكومة ورئيسها، بنيامين نتنياهو، والقيادات العليا في الجيش، وبإمكانية تحقيق النصر في الحرب على غزة.
وبحسب نتائج الاستطلاع لشهر تموز الحالي، والذي يجريه المعهد لفحص التوجهات والأنماط الرئيسية لدى الرأي العام الإسرائيلي حول القضايا المركزية المطروحة، أعربت الغالبية العظمى من الإسرائيليين عن قلقها بشأن الوضع الأمني والاقتصادي في “إسرائيل”.
وحول الجبهة الشمالية، أشار الاستطلاع إلى انخفاض ملحوظ في نسبة الذين يؤيدون هجوماً إسرائيلياً على لبنان فوراً أو بعد انتهاء الحرب في غزة، وارتفاعاً كبيراً في نسبة الذين يؤيدون التوصل إلى تسوية سياسية للوضع المتوتر في الشمال.