قبيل عيد الأضحى المبارك.. حركة خجولة تهيمن على أسواق السويداء
السويداء- طلال الكفيري:
يبدو أن الأيام المتبقية لعيد الأضحى المبارك لم تستطع لتاريخه أن تْحرك المياه الراكدة في الأسواق، رغم أنها تغصّ بمستلزمات العيد، بدءاً من الألبسة وانتهاء بالحلويات.. فالحركة الشرائية في الأسواق ما زالت خجولة بسبب الوضع المادي المتردي لمعظم الأسر غير المتوافق على الإطلاق مع ارتفاع الأسعار، إذ عادة ما كانت تزدحم أسواق السويداء ومحالها التجارية في مثل هذا الوقت بالمتبضعين، الذين يسعون إلى شراء كل مستلزمات العيد، لكن الأزمات الاقتصادية العاصفة بالبلاد جعلت هذا العيد ليس كسابقه من الأعياد، إذ بات يمثل تحدياً جديداً للطبقة الفقيرة ومحدودي الدخل.
ويشير عدد من المتسوقين لـ”تشرين” إلى أن ارتفاع الأسعار المخيّم على الأسواق هذه الأيام سيفقد بكل تأكيد الكثيرين حلاوة العيد، كيف لا وسعر كيلو السكاكر بلغ سقف مبيعه في الأسواق 60 ألفاً للنوع المتوسط، بينما وصل سعر الكيلو الواحد من البيتفور إلى 50 ألف ليرة، أي المشغول بالسمن النباتي، أما المشغول بالسمن الحيواني فسعر الكيلو الواحد منه تجاوز 60 ألف ليرة.. وكذلك أسعار الغريبة والبرازق التي من المرجح غيابها عن أطباق العيد لهذه السنة.
هذه الأسعار هي في المحال العادية، بينما المحال الفخمة فأسعارها مضاعفة، ناهيك بأسعار المعمول والبقلاوة التي تجاوز سقف مبيعها الـ 100 ألف ليرة للكيلو الواحد.
كما لم تكن أسعار الموالح أخف وطأة على جيوب المتسوقين، ولاسيما بعد أن لامس سعر كيلو بزر دوار الشمس سقف الـ65 ألف ليرة والبزر الأبيض 140 ألفاً والأسود 50 ألفاً، أما الفستق العادي فقد وصل سعر مبيع الكيلو الواحد إلى 65 ألف ليرة، وهذا الارتقاع غير المسبوق بأسعار الموالح فرض على المسوقين الشراء بكميات قليلة. ناهيك بالارتفاع الكبير بأسعار الألبسة، التي لا تتناسب مع الدخل المادي المنخفض للمتسوقين، ما بات يتعذر معه على الكثير من شرائح المجتمع شراؤها لأبنائهم، لضعف القدرة الشرائية لديهم.
ويرى عدد من أصحاب المحال التجارية أن تحريك العجلة الشرائية في الأسواق في الأيام القادمة مرهون بحوالات المغتربين من الخارج، حيث من المتوقع أن تزداد التحويلات في الأيام القادمة، وهذا قد يضخ روح الحياة في الأسواق التي مازالت شبه متوقفة.
في هذا السياق، أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء علاء مهنا لـ” تشرين” أنه مع بدء العد العكسي لعيد الأضحى بدأت دائرة حماية بتكثيف دورياتها على الأسواق لضبطها، وإلزام التجار بالبيع وفق الفواتير التي بحوزتهم، إضافة إلى سحب عينات من السلع المعروضة للتأكد من صلاحيتها، ولن تتهاون حماية المستهلك مع أي مخالفة مهما كانت.