أضرار وإصابات حشريّة لموسم قمح دير الزور.. مخاوف من تدنّي إنتاجيته..
دير الزور – عثمان الخلف:
إصابات حشريّة طالت حقول محصول القمح في دير الزور هذا الموسم تُنذر بتدني إنتاجيته، إضافةً إلى أضرار ناجمة عن سيول المنخفض المطري الأخير، في الوقت الذي لا تزال زراعته تواجه مشكلات ارتفاع أسعار مستلزمات عمليته الإنتاجيّة، ناهيك بعدم توفرها بشكلٍ كافٍ بما يُمكن من التوسع بخريطة استثمار المزيد من الأراضي الزراعية والوصول بالإنتاج للمطلوب، في حين بدت المساحات المزروعة منه في تراجع عن خططه وفق تقارير مديرية الزراعة.
2200 هكتار مصابة بحشرة السونة والصدأ.. و450 دونماً تضررت بفعل السيول
إصابات حشريّة
كشف رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة دير الزور المهندس إبراهيم العرب في تصريح لـ” تشرين” عن إصابات لمحصول القمح بحشرة ” السونة “، إضافة لمرض الصدأ، تركزت في عدة حقول في الريفين الشرقي والغربي، فحشرة ” السونة” ظهرت بشكل مبكر هذا العام كنتيجة لارتفاع درجات الحرارة والتي تتسبب بضررٍ كبير للمحصول، كونها تتغذى على الأوراق والساق والسنابل بامتصاص العصارة ومحتويات الحبوب، ما ينجم عنها انخفاض في الإنتاج وتدنٍّ في النوعية، كما وتؤثر في نوعية الطحين لاحقاً، مشيراً إلى أن المساحات المصابة تجاوزت الـ2000 هكتار مُتعديةً العتبة الاقتصادية (العتبة الاقتصادية هي وجود من 2-3 حشرات كاملة في المتر المربع أو ثماني حوريات)، كوفح منها 1900 هكتار بعد تأمين التجهيزات والمبيدات اللازمة بالتشارك مع الجمعيات الفلاحيّة والمزارعين وبشكل مجاني من قبل وزارة الزراعة، فيما وصلت إصابات مرض الصدأ – والكلام للعرب – إلى 60 هكتاراً، لافتاً إلى أن الإصابات لكلتا الآفتين تركّزت في قرى وبلدات الشميطية، حطلة، الحسينية، مراط، الطابيّة، بقرص، وفي الوقت الذي تستمر فيه عمليات المكافحة نبّه رئيس دائرة وقاية النبات إلى ضرورة تجنّب المكافحة العشوائية .
وللسيول أضرارها
وتعرضت حقول عدة لأضرار ناجمة عن السيول إثر المنخفض المطري الأخير، الذي جاء مصحوباً بالبرق والرعد وبرياح قويّة. وحسب تقرير لاتحاد الفلاحين، فقد سُجلت حالة رُقاد واسعة في حقول القمح ستترك تأثيراتها على إنتاجيته، وحسب عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفلاحين، مسؤول الشؤون الزراعيّة محمد المشعل، فإن تقارير الروابط الفلاحيّة تشير إلى تضرر 450 دونماً، جاءت في الريفين الشرقي والغربي، وكانت في البلعوم 40 دونماً، بقرص تحتاني 200 دونم ، بقرص فوقاني 150 دونماً، الزباري 69 دونماً، وفي بلدة سعلو تضرر 96 دونماً، هذا ولم يصدر بعد تقرير بهذا الشأن عن الجهات المعنيّة في مديرية الزراعة.
المُنفّذ دون المُخطط
وتكشف تقارير مديرية الزراعة عن عدم تنفيذ كامل الخطة الموضوعة لزراعة محصول القمح لهذا الموسم والتي كانت 30,600 هكتار، وأشار رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس يونس الخضر إلى أن المساحات المُنفّذة بلغت 21 ألف هكتار، توزعت أغلبيتها على قطاعات الري الحكوميّة، والتي كانت لها النسبة الأكبر، كذلك أراضي القطاع التعاوني الزراعي المروي عبر الجمعيات الفلاحيّة، في حين كانت الخطة المُنفّذة لموسم القمح العام الفائت قد ناهزت الـ24 ألف هكتار.
التكاليف مرتفعة
يرى مزارعو دير الزور ممن التقتهم ” تشرين ” أن صعوبات القطاع الزراعي في ازدياد عاماً إثر عام، كنتيجة لارتفاع تكاليف العملية الإنتاجيّة، ولاسيما بالنسبة لمحصول القمح، ولعل قلة الاستجرار لمادة السماد للموسم الحالي يُمكن أن تُعطي مؤشراً لذلك، فسعر كيس السماد الذي يوزع عبر المصارف الزراعية ارتفع بشكل كبير، ليصل إلى 445 ألف ليرة لنوع ” اليوريا ” وهو أساسي بالنسبة لتحقيق إنتاجية عالية من القمح، في حين جرى شراؤه من السوق الحرّة بأقل من ذلك، ليأتي مع بداية زراعة المحصول بسعر 355 ألف ليرة، ثم 360 ألفاً وحتى 355 ألف ليرة، فيما من المفترض توفير المادة عبر المصارف الزراعية بسعر أقل من السوق، وهو ما لم يحدث .
المساحات المزروعة بالقمح دون المُخطط
وتُشير تقارير مصارف دير الزور الزراعية إلى أن أعداد المزارعين ممن استجروا المادة من مختلف الفروع لا يتعدى 600 مستفيد، فيما وصلت أعدادهم موسم العام الفائت إلى 3200، ويؤكد المزارعون أن قلة وعدم كفاية الوقود الزراعي بالسعر المدعوم بقيت على حالها، وتحتاج ريّات المحصول وقوداً كافياً بحدود 12 ليتراً للدونم .
ويلفت المزارعون إلى أن الوقود الزراعي بالكمية التي وزعت بالسعر المدعوم وهو 2000 ليرة سورية لا يغطي الريات المُعطاة للمحصول، حيث وزّعت لريّتين فقط 4 ليترات للدونم الواحد، في حين أنهم سقوا 5 ريات، ورغم عدم كفاية الكمية المذكورة، غير إنها أيضاً لم تُعط للريّات الثلاث الباقيّة.
وذكر مزارعون أن تكلفة العمليّة الإنتاجيّة للدونم الواحد منذ بدء زراعة القمح تراوحت مابين 1,9 مليون ليرة إلى 1,500 مليون، ولاسيما لدى القطاع التعاوني والخاص، في حين تنخفض التكلفة بالنسبة لمزارعي الريّ الحكومي. ولفتوا إلى أن هذه التكلفة لا تشمل عمليات الحصاد و”الدراس” وما يتبع من نقل وتسويق.
يُذكر أن إنتاج موسم العام الفائت من القمح قد تجاوز الـ40 ألف طن، سواء المورّد منه للمؤسسة السورية للحبوب أو لمؤسسة إكثار البذار من المزارعين المتعاقدين معها.