من إعلام العدو محلل إسرائيلي: لو تمّ نقل مناقشات «كابينيت الحرب» عبر «يوتيوب» لكان أربعة ملايين إسرائيلي تجمعوا في مطار بن غوريون يستعدون للفرار من «إسرائيل»
تشرين– غسان محمد:
في الوقت الذي يرفع قادة كيان الاحتلال عقيرتهم، ويهددون بمهاجمة إيران، أكد المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان، أن إيران حققت نجاحين مهمين جداً في هجومها على «إسرائيل»: الأول عندما خلقت حالة من الهستيريا في صفوف الجمهور الإسرائيلي حتى قبل أن تطلق رصاصة واحدة، والثاني في الانتقام لاغتيال قائد من الحرس الثوري، في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق.
وأضاف بيرغمان، المعروف بقربه من مصادر القرار العسكري والأمني والاستخباراتي في «إسرائيل»، أنّ «إسرائيل» فشلت في التنبّؤ بنتائج عملية الاغتيال في دمشق، وفي عدم الاستعداد وفهم حقيقة أن إيران تشكل خطراً كبيراً عليها، ليس فقط في المجال النووي، بل حتى في صراع من المؤكد أنه سيلحق بـ«إسرائيل» الضرر الذي رأيناه ليلة السبت – الأحد الماضية.
ونقل بيرغمان، عن مصدر مطلع على المناقشات التي جرت داخل «كابينيت الحرب» الإسرائيلي بشأن إيران، قوله إنه لو تمّ بث المناقشات داخل المجلس مباشرة على موقع «يوتيوب»، لكان أربعة ملايين إسرائيلي تجمعوا في مطار بن غوريون وهم يحاولون الهرب من «إسرائيل».
وأضاف بيرغمان، أنه قد يكون بالإمكان إغلاق هذه الجولة من المواجهة والتطلع إلى الأمام، لكن من المهمّ أن نتذكر أن ما جرى ليس سوى جولة واحدة في حرب طويلة بين «إسرائيل» وإيران، يبدو أنها خرجت من الظل منذ مدة طويلة وتحتدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
بدوره، حذّر المحلل في صحيفة «معاريف» بن كسبيت، من مغبة مهاجمة إيران قائلاً: قبل أن نقرر الرد على إيران يتعين على أصحاب القرار لدينا التفكير جيداً بثلاث نقاط: الأولى أن الحديث يدور عن عمل معقد، مع الأخذ بالحسبان أن تحالفاً نادراً وغير مسبوق، ضم الأميركيين والبريطانيين وأطرافاً أخرى، عمل لصالحنا، ولعب دوراً نشطاً في نظام الدفاع والاعتراض، وبالتالي، يجب أخذ موقف أطراف هذا التحالف في الاعتبار.
والنقطة الثانية هي أنه يتعين على الذين سيتخذون القرار أن يعرفوا القيود، فـ«إسرائيل» متورطة على عدة جبهات، والجيش الإسرائيلي يقاتل منذ ستة أشهر، مع استنزاف كبير، وحزب الله لم يدخل الحدث بشكل ملموس بعد، والسؤال: هل من مصلحة «إسرائيل» تحويل الوضع الحالي إلى حرب إقليمية تستمر لعدة أشهر…؟ وهل لديها ظهر مناسب…؟ هل سيصمد الاقتصاد الإسرائيلي في الحرب…؟
النقطة الثالثة هي: هل يسمح وضعنا المعقد هذا بالرد…؟ في ضوء كل هذا يجب التفكير جيداً والتحقق قدر الإمكان قبل التصرف، وليس بعده.
وفي موقع «والا» العبري، كشف المراسل أمير بوحبوط، أنّ مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجّهت انتقاداتٍ حادة للجيش الإسرائيلي بشكل عام، ولرئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي بشكل خاص، حول استعدادات الجيش، بعد اغتيال المسؤولين الإيرانيين، ونقل بوحبوط عن المصادر قولها إنه على الرغم من أن «إسرائيل» لم تتبنَّ العملية رسمياً، إلّا أن القيادة الايرانية بدأت مباشرة بعد اغتيال زاهدي بتوجيه الإشارة إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنها تقف وراء العملية، وأشار بوحبوط إلى أنّ المعنيين في المؤسسة الأمنية يعتقدون أنه كان على هليفي أن يرجح بتقدير كبير أنّ طهران ستختار توجيه النار نحو «إسرائيل» على الرغم من عدم إعلان مسؤوليتها عن الهجوم.
وبحسب المعنيين في المؤسسة الأمنية، كان ينبغي على رئيس الأركان توقع أن اغتيال زاهدي سيجر خلفه هجوماً إيرانياً كبيراً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وكان يفترض أن يتم إعداد الجيش الإسرائيلي وفقاً لذلك. كما كان يفترض أن يدرك هليفي أنَّ الإيرانيين لا يمكنهم احتواء عملية اغتيال مسؤول رفيع المستوى.