تطور الحياة والغلاء أفقد العيد رونقه
دمشق- بشرى سمير:
ساعات قليلة باتت تفصلنا عن الاحتفال بقدوم عيد الفطر السعيد ورغم اجتهاد الأسر لإدخال السرور إلى نفوس أولادهم وأطفالهم، إلا أن الظروف المعيشية تحول دون تحقيق ذلك والتغيرات التي طرأت على المجتمع تلعب دوراً كبيراً في تحقيق ذلك، ونجد أن الآباء والأجداد دائما يتذكرون أيام العيد في الماضي ويحنون إلى أيامهم الجميلة التي لن تعود.
تروي لنا السيدة الدمشقية ميادة الحواصلي، ربة منزل، ذكرياتها أيام العيد قبل 50 سنة، قائلة: اختلفت مآثر العيد بتطور الحياة البشرية، فهناك عادات استمرت وعادات اندثرت، واستحدثت أخرى، ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بقدوم العيد.
وفيما أشارت سلوى أن بعض عادات الشام قبل أكثر من خمسين عاماً في الاحتفال بالعيد التي كانت تبدأ قبل حلوله بعدة أيام من خلال الاستعدادات والتجهيز له، وكان رب الأسرة يذهب إلى السوق، لشراء مستلزمات صناعة المعمول والبرازق وشراء الشوكولا والسكاكر والقهوة والمكسرات والفواكه بمختلف أصنافها، في الوقت الذي تذهب به النسوة إلى السوق بعد الإفطار لشراء الملابس الجديدة لهن ولأولادهن، ويشترين للفتيات الفساتين الجميلة والحقائب الصغيرة. أما الأولاد الصبيان فيشترين لهم الألعاب من مسدسات الفلين.
يوضح لنا أبو عامر شرف الدين أن صبيحة العيد كان الرجال يصلون صلاة العيد ثم يتوجهون لزيارة المقابر ووضع الورود على قبور الأحبة الذين فارقوا الحياة، ويتوجهون بعدها لزيارة بعضهم البعض والتهنئة بالعيد وعند الظهيرة يذهبون لزيارة الأهل والأقارب، وتبادل التهاني وإعطاء العيدية للأطفال الذين سرعان ما يتوجهون لساحات العيد.
ويضيف شرف الدين: إن العيد تغير جداً نتيحة الظروف المعيشية وتطور الحياة عامة أصبحت التهاني إلى مواقع التواصل والزيارة اقتصرت على الدائرة الضيقة للعائلة. واستعدادات للعيد وضيافته أصبحت شبه معدودة لدى كثير من الأسر أو مقتصرة على تقديم بعض الفواكه الموسمية أو تقديم بعض حبات المعمول والعيدية أصبحت نسياً منسياً وتطور الحياة جعل أيام العيد عبئاً كبيراً على الأهل وأصبحت المعايدة عبر النت روتيناً اجتماعياً أفقد العيد الكثير من معانيه ورونقه لكن مع ذلك يبقى لقدوم العيد بهجة خاصة رغم ضيق ذات اليد لأن الطفل يفرح بالعطلة. ويفرح بما يناله من الأقارب من عيدية حتى ولو كانت قليلة..