من إعلام العدو محلل إسرائيلي: نتنياهو يستمر في مسلسل الفشل.. “إسرائيل” خسرت آخر وأكبر صديقة لها
تشرين – غسان محمد:
حمّل المحلل في صحيفة “معاريف” البروفيسور دانيال فريدمان، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مسؤولية الأزمة الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية، قائلاً إن نتنياهو يواصل سلسلة إخفاقاته، وقد تسبب بتدهور علاقات “إسرائيل” مع الولايات المتحدة، التي نعتمد عليها بشكل كامل.
وتابع فريدمان: كانت “إسرائيل” على علم مسبق بالموقف المتوقع من الولايات المتحدة في مجلس الأمن، ومع ذلك، هدد نتنياهو، الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه إذا لم يجرؤ على استخدام الفيتو، فسوف يلغي زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، والذي كان من المفترض أن يناقش العملية العسكرية في رفح، ومثل هذا التهديد السخيف للولايات المتحدة، يُظهر أن نتنياهو فقد القدرة على التفكير بعقلانية، علماً أن الولايات المتحدة لا يمكنها الخضوع لمثل هذه التهديدات الصبيانية، وهذا ما حدث بالفعل، فقد اختارت عدم استخدام حق النقض، وشاهد العالم كله الانتكاسة الدبلوماسية التي تعرضت لها “إسرائيل”، التي بقيت معزولة.
وأضاف فريدمان: يجب فهم خطورة الأمر، قد لا يكون بايدن الرئيس الذي يحظى بإعجاب شعبه، لكن الأميركيين يحترمون مؤسستهم الرئاسية، حتى عندما لا يوافقون على هذا الرئيس أو ذاك، بالتالي، فإن تقديم إنذار إسرائيلي للرئيس الأميركي، لا يُنظر إليه باعتباره مجرد سخافة صبيانية، بل باعتباره وقاحة وسلوكاً جاحداً لمن يعض اليد التي تُطعمه، وربما تكون النتيجة أن تتعاظم الدعوات في الولايات المتحدة لوقف دعم “إسرائيل”.
وأعاد المحلل فرديمان التذكير بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون موجودة من دون “إسرائيل”، لكن “إسرائيل” لا يمكن أن تكون موجودة من دون الولايات المتحدة. وإذا كان نتنياهو أراد بسلوكه هذا أن يقارن نفسه بـ دافيد بن غوريون الذي رفض الطلب الأميركي بتأجيل إعلان “قيام إسرائيل”، لكنه، أي نتنياهو، يبعد سنوات ضوئية عن بن غوريون، وعلى العموم لا مكان لمثل هذه المقارنة.
وختم فريدمان قائلاً: إذا كانت “إسرائيل” تمتعت بالدعم الكامل من يهود الشتات، بما في ذلك اليهود الأمريكيين، فإن الوضع اليوم مختلف تماماً، وعلى نتنياهو أن يدرك حقيقة أن الولايات المتحدة تبقى الداعم الرئيسي، بل الوحيد لنا، بالتالي، عليه أن يسأل نفسه كيف حدث أننا فقدنا دعم العالم كله، وكيف وقف أصدقاؤنا ضدنا أيضاً، الأمر لا يتعلق فقط بـ نتنياهو شخصياً، الذي اعتاد على إعفاء نفسه من أي مسؤولية، بل يتعلق بالضرر الذي لحق بـ “إسرائيل”. كذلك، لا يتعلق الأمر هذه المرة بالفشل العسكري كما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي، بل يتعلق بإدارة الجانب السياسي للحرب، وهذا الجانب هو مسؤولية رئيس الحكومة، المسؤول عن حقيقة أننا فقدنا الدعم الهائل في العالم، ودخلنا في أزمة مع أفضل أصدقائنا، وتُركنا وشأننا.