«وباء الوحدة» أسوأ من السمنة والتدخين… قد يكون قاتلاً
تشرين:
مع تنامي المخاوف مما أطلق عليه علماء «وباء الوحدة» يسعى رياديون إلى كسر الشعور بالعزلة الاجتماعية التي تسبب ضرراً عقلياً وجسدياً، خاصة بين فئة المراهقين الذين وصل الشعور بالحزن لدى بعضهم إلى مستويات قياسية، حسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وحسب الصحيفة، أطلقت مؤسسة «بيلونغ سنتر» في كانون الأول الماضي عدة مشروعات متخصصة بالصحة والترفيه والتكنولوجيا بهدف معالجة الشعور بالوحدة.
رادها أغراوال، أحد مؤسسي شركة «ديه بريكركر» ومشارك في مؤسسة «بيلونغ سنتر» قال: تتخلل كيمياء الحزن كل مدننا الآن.. الأمر متروك لنا لتغيير تلك الكيمياء، مضيفاً: مثل مجموعات معالجة مدمني الكحول، تسعى هذه المؤسسة إلى شفاء العقل والجسد والروح.
ومن خلال ما تطلق عليه «بيلونغ سنتر» اسم «الدوائر» تتم إدارة جلسات مدتها 60 دقيقة تعتمد على «منهج للتأمل الجماعي، والنقاش والحركة»، إذ إن إيجاد «علاقات ذات معنى يجب أن يُنظَر إليه على أنه رعاية شخصية إلزامية» مثل «اللياقة البدنية والتغذية»، حسب أغراوال.
وتشير المؤسسة إلى أنها بصدد العمل على خطط من أجل نشر مراكز لها في المدن حول الولايات المتحدة، وإعداد برامج تثقيفية للأطفال لتعليمهم كيفية تكوين صداقات في المجتمع.
ونقلت الصحيفة عن استطلاع أجرته شركة «ميتا» ومؤسسة «غالوب» البحثية في عام 2023 لأشخاص من 142 دولة، عبّر أكثر من نصف المشاركين فيه عن شعورهم بـ«الوحدة»، وقال ربع المشاركين إنهم يشعرون «بالوحدة الشديدة».
في السياق كان الطبيب الأميركي فيفك مورثي قد حذر العام الماضي من «وباء الوحدة» ليدق ناقوس الخطر من العزلة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن أحدثت طفرة في التكنولوجيا، إلا أنها أصبحت هي «المشكلة».
وقال مورثي: إن الأضرار الناجمة عن الشعور بالوحدة تعادل مساوئ تدخين 15 سيجارة في اليوم، محذراً في الوقت نفسه من أن بلاده تواجه ما سماه «وباء الوحدة والعزلة».
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد دعا مورثي إلى التعامل مع العزلة الاجتماعية على أنها تهديد للصحة العامة مثل السمنة وإدمان المخدرات.
ويرتبط الشعور بالوحدة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب والقلق والوفاة المبكرة، وهنا يقول مورثي: إن «تأثير العزلة الاجتماعية على زيادة الوفيات مشابه للتأثير الناتج عن تدخين ما يصل إلى 15 سيجارة في اليوم»، وأضاف: بل إن تأثيرها في حدوث الوفيات أكبر من السمنة وقلة النشاط البدني.
ودعا مورثي إلى سياسات جديدة لتعزيز الارتباط الاجتماعي»، وبذل جهد جماعي «لإصلاح النسيج الاجتماعي، كما حث الآباء على تخصيص وقت للصغار للتواصل الاجتماعي بعيداً عن التكنولوجيا، وتأخير السن التي ينضم فيها الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، كشفت دراسة أميركية أن العزلة الاجتماعية هي من أبرز أسباب الوفاة، لأن الوحدة تقود إلى الاكتئاب الحاد وهو ما قد يؤدي إما للانتحار أو حدوث مضاعفات صحية خطرة, وبالتالي فإن الوحدة قد تكون قاتلة.