مخاطباً لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم الخطيب: المطلوب منكم أن تتصالحوا مع 25 مليوناً والاعتذار داخل أرض الملعب بالأداء والنتيجة خريبين وداهود هل يحلان عقدة الذهاب على صعيد التهديف؟

تشرين- أيمن فلحوط:
تساؤلات عديدة فرضها الواقع الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم في مباراة الذهاب مع ميانمار، وقبيل مباراة الإياب اليوم في مدينة الخبر السعودية في العاشرة ليلاً، ضمن منافسات الجولة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 لكرة القدم.
ليس بنتيجتها فقط، بل في الأداء الباهت الذي قدمه، وبغياب من يمكنه ترجمة الفرص التي تتاح إلى أهداف في شباك الخصوم، بعد إصرار مدرب منتخبنا الأرجنتيني كوبر على استبعاد الهداف عمر السوما قبل نهائيات كأس آسيا التي جرت مؤخراً في قطر، وإصراره على الاستمرار في ذلك، وقد لاحظ الجميع الفراغ الذي تركه هذا الاستبعاد، لجهة افتقارنا إلى المهاجم الصريح القادر على هز الشباك.
ومع عودة عمر خريبين، والتحاق محترف شتوتغارت الألماني محمود داهود لأول مرة، قبيل مباراة الإياب، هل تكون مباراة الإياب اليوم الثلاثاء بداية الصلح المنتظر مع الجماهير العاتبة على المنتخب، وكادره الفني والإداري واتحاد اللعبة، وخاصة مع تصريحات نائب رئيس اتحاد الكرة عبد الرحمن الخطيب، قبل إحدى الحصص التدريبية بتحمله المسؤولية مع الجميع، من دون استثناء لما ظهر عليه المنتخب بتلك الصورة غير المقبولة ذهاباً، واصفاً تلك المباراة بأنها كانت وصمة عار في تاريخنا الكروي، فلا الدعاء يأتي بنتيجة ولا التحفيز يمكن أن يحقق الفوز.
أضاف مخاطباً اللاعبين: كنت خائفاً من تلك المباراة نظراً لما رأيته من غرور عند بعض اللاعبين، فلا تنسوا أنكم تحملون حلم 25 مليون سوري، وعلينا التخلي عن الأنانية والتفاصيل الصغيرة، لنطوي صفحة مباراة الذهاب، والمطلوب منكم في مباراة الثلاثاء أن تتصالحوا مع 25 مليون سوري والاعتذار منهم داخل أرض الملعب بالأداء والنتيجة.
في حين كان لافتاً تصريح محترفنا محمود داهود القادم من نادي شتوتغارت الألماني، أنه يريد أن يقدم شيئاً للبلد، وهو سعيد للعب لموطن عائلته، فكرة القدم لعبة جميلة جداً، وتجمع حولها الكثير من الناس، متمنياً أن يحظى بأوقات ناجحة مع المنتخب، وسيكون من الممتع أن يكون بين صفوف المنتخب الوطني.
ولخصت عبارة ” بعد غياب الهداف غابت الأهداف” الحال الذي وصل له المنتخب، وما قيل “اتحاد الكرة وعجوزهم كوبر يتحملون نتيجة اليوم”،
لأن المنتخب ليس بمن حضر كما طبل داعمو هذا العجوز، المنتخب بحاجة لمن خدم المنتخب بأصعب الأوقات، ولبى النداء عندما كان المنتخب على أبواب الخروج من التصفيات، فوصل به إلى مباراة الملحق أمام أستراليا.
مصلحة المنتخب يجب أن تكون فوق أي اعتبار شخصي، ومع الأسف الشديد تراخى اتحاد الكرة في التعامل مع قضية السوما، تاركاً للموقف الشخصي لكوبر التحكم بهذه المسألة، وقد أثبتت الأيام الماضية عدم صوابية القرار، على أمل أن تكون مشاركة خريبين وداهود في مباراة الإياب علامة فارقة تمحو الصورة الباهتة والسلبية لمباراة الذهاب، ليعيد كوبر واتحادنا الكروي حساباتهم، ويتناسى اللاعبون داخل الميدان أسوأ مباراة قدمها المنتخب منذ عدة سنوات، ويضعوا في أذهانهم النقاط الكاملة مع النتيجة الرقمية الجيدة، ومصالحة جماهيرنا الكروية العاشقة للمنتخب، وإلا فالرحيل للجميع من دون استثناء، فكفانا انتكاسات كروية على صعيد أغلبية منتخباتنا الكروية وللفئات جميعها، لدرجة أنها أصبحت علامة فارقة تلازم الاتحاد الحالي في هذه المرحلة، على عكس مراحل سابقة كان عدد من أعضائه حاضراً فيها، ومع نتائج مقبولة في تلك الفترة بالرغم من التحديات التي كانت تواجه كرتنا آنذاك.

مصالحة الجماهير وتحقيق الفوز
أكد المدير الفني لمنتخبنا الوطني هكتور كوبر في المؤتمر الصحفي لمباراة سورية وميانمار، أن المباراة السابقة كانت درساً مهماً للجميع، وأن الأيام القليلة الماضية شهدت العمل على تصحيح الأخطاء التي حدثت في المباراة الأولى، وخاصة على مستوى استغلال الفرص.
وأضاف: (أنا المسؤول الأول عن نتائج الفريق، وأنا أثق بلاعبي الفريق، وقد أخبرتهم أنني أرغب في رؤية الروح والعزيمة والإصرار التي تابعتها في بطولة آسيا من أجل مصالحة الجماهير وتحقيق الفوز).
من جهته قال اللاعب داليهو إيراندوست: (لقد تعلمنا من أخطائنا في المباراة الأولى، التي كنا فيها الأفضل، ولكننا لم نستثمر الفرص التي سنحت لنا، نأمل أن نلعب بشكل جيد في المباراة المقبلة، وأنا على ثقة أننا إذا نفذنا تعليمات المدرب فسنحقق النقاط الثلاث).
سيرتدي لاعبونا القمصان الحمراء، فيما يرتدي منتخب ميانمار القمصان الزرقاء، وتقام المباراة عند العاشرة من مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت العاصمة دمشق، ويقودها الحكم الهندي برانجال بانيرجي.
ليلة عاصفة قبل المباراة
من المؤسف ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن خلاف حصل بين المدرب كوبر ومدرب اللياقة البدنية ومحترفنا محمود داهود القادم من نادي شتوتغارت الألماني في الحصة التدريبية، حول طريقة اللعب، وإمكانية مشاركته في المباراة كلاعب أساسي أو على مقاعد الاحتياط، مع أن ظروف المنتخب كافة تقتضي أن يكون أساسياً، بعد حالة الانتظار التي طالت بقدومه لعدة سنوات ليكون بين صفوف المنتخب، ونأمل أن يكون العقلاء قد تدخلوا في الأمر قبيل المباراة لنرى داهود في أرض الملعب قادماً بحماسة كما أشار لتمثيل منتخبنا الوطني لكرة القدم.
وقد حملت الساعات الأخيرة من ليلة أمس خبراً مفرحاً على صفحة اتحاد الكرة أن “داهود باقٍ مع المنتخب، وسيكون أساسياً في تشكيلة اليوم”.
ويبقى التساؤل هل تكون هذه المباراة، هي الأخيرة لكوبر مع منتخبنا، بغض النظر عن الفوز بها، لأن طريقته في اللعب لا تنسجم مع رؤية اتحاد كرة القدم كما أفضى بذلك المنسق الإعلامي للمنتخب، وتالياً إما أن يستقيل أو يُقال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار