في الرحلة الشّامية (7).. ضيوفاً على وزارة السياحة
تشرين- إدريس هاني:
لم تفقد وزارة السياحة موقعها الحيوي في سورية زمن الحرب، فهي تُقاوم بامتياز، وسنحل ضيوفاً على الوزارة المذكورة، حيث استقبلنا وزير السياحة المهندس السيد محمد رامي مارتيني مع معاونيه، في جلسة مفيدة أطلعنا من خلالها على تصورات الدولة السورية والوزارة الوصية بخصوص أرقام ومشاريع وتحدّيات، وكان السيد مارتيني قبل استلام حقيبة الوزارة، شغل منصب رئيس “مجلس رجال الأعمال السوري ـ الروسي” و”اتحاد غرف السياحة السورية”و رئاسته مجلس إدارة “شركة مارتيني وشركاه”.
من جهتها تناولت د. سناء شامي عدداً من التصورات المهمة بخصوص السياحة، بما فيها السياحة الفلاحية، وضرورة تسجيل بعض أنواع النبات الخاص بسورية، بالإضافة إلى اقتراحات علمية قيّمة.
السياحة قطاع حيوي، وهي في سورية لا مندوحة من النهوض بها، حيث هي رافد أساسي في بناء القوة الناعمة، ففي سورية تحت كل خطوة توجد آثار تحيلك إلى أقدم الحضارات، وكنت قد ركزت في تعليقي على تسجيل المأثور الأثري السوري، ولاسيما الرمزي منه، في الـ’يونسكو” كتراث إنساني، هي المهمة الاستراتيجية التي تحفظ التراث، وأيضاً ترميم ما يمكن من آثار، وكانت سورية قد تعرضت لعدوان إرهابي استهدف تراثها ومعالمها الأثرية، لنتذكّر استهداف بُصرى وقلعة حلب ومعالم أخرى ناهيك عن تهريب الآثار.
قيام قطاع السياحة بمهمّة استئناف العمل على صُعد مختلفة، إعداد بنية صُلبة لاستقبال عدد كبير من السياح، بعث السياحة من جديد ضمن خطط وخطوات جادّة.
اختيار الأولويات: سياحة ثقافية وطبيعية، ولم لا، تحويل آثار الدمار إلى معالم سياحية أيضاً، إنّ الفن يكفي لاكتشاف جمالية الحرب، تحويل الخراب إلى لوحة أو منحوتة، يمكن أن يسهم الرأسمال الرمزي في إنعاش خزينة بلد أنهكته الحرب، إنّ الشعب السوري والجيش العربي السوري تنتظره مهمّة إعادة البناء والترميم، الكفاح الذي لا يقلّ ضراوة عن مواجهة الإرهاب، والأمل الذي يرافق قطاع السياحة كقوة ناعمة لسورية ومكسباً حضارياً للعرب والإنسانية جمعاء.