في عيد «ست الحبايب» إصرار على الاحتفال رغم ضيق الحال

دمشق- إلهام عثمان:
“ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلا من روحي ودمي”، كلمات غنتها الفنانة فايزة أحمد، لتلخص أجمل وأسمى وأرق مشاعر الأمومة في العالم أجمع، “عيد الأم “يذكرنا دائماً بفضلها الذي لم ولن ننساه ما حيينا، كيف ننسى وهي من منحنا الحب من دون مقابل، لنجد أن جميع الكلمات وبكل اللغات، لا تكافىء حقها وعطاءها، ولا ننسى خير من ذكرنا بفضلها الحديث الشريف: (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك)، ولم يقتصر ذكر فضلها في القرآن والأحاديث، بل في جميع الكتب السماوية.

حول العالم
الجدير بالذكر أن الفراعنة كانوا أول الشعوب القديمة التي احتفلت بالأم، حيث كانت إيزيس رمزاً للأمومة عند الفراعنة، أما في العصر الحديث فالولايات المتحدة كانت أول من احتفل بعيد الأم كون الأبناء يتركون منازل عوائلهم ليبدؤوا برسم حياتهم المستقلة بعيداً عن الأهل حسب ثقافتهم، ومن اللافت أن تاريخ عيد الأم يختلف من بلد إلى آخر، ففي العالم العربي يكون عيدها في ٢١ من شهر آذار، أما في جنوب إفريقيا فيحتفلون في ١ من شهر أيار، والنرويج في ٢ شباط، وفي الأرجنتين، يحتفلون في ٣  تشرين الأول.
وليس الاختلاف في التاريخ فقط بل  تختلف أيضاً مظاهر الاحتفال بهذا اليوم من بلد لآخر ومن عائلة لأخرى أيضاً، كل حسب مقدرته الشرائية، لكن الرابط الوحيد بينهم .. هو أن هذا اليوم بالتأكيد يكون مليئاً بالفرحة العارمة والحب الصادق النابع من القلب حقاً، لإضفاء الفرحة على الأمهات وتذكيرهم بالاهتمام المضاعف بيومهم هذا.
عبير جمال، موظفة في إحدى المؤسسات، قالت بحزن ل”تشرين”: أردت أن أسعد أمي “بالميسور”، صحيح أنني من ذوي الدخل المحدود جداً”،  إلا أن هذا لا يعني عدم تذكرها ولو بأقل التكاليف والهدايا البسيطة، والتي أغلفها مع أفراد عائلتي بالحب الصادق، حيث سنشتري قطعاً صغيرة من الكيك المغلف  مع قليل من التحضيرات، ولكن دون هدية “حسب الجيبة”.
بينما يضيف أحمد .ش وهو صاحب أحد المحال التجارية للألبسة في أحد الأسواق الشعبية، قائلاً: في السنوات الخوالي، كان الزبائن يتوجهون بكثرة إلى شراء ألبسة بمناسبة عيد الأم، لكن مع ارتفاع الأسعار الكبير ومقارنته بالدخل المحدود، الذي لم يعد يسد رمق الأغلبية في مجتمعنا، أصبح شراء الألبسة فكرة بعيدة عن أذهان معظم الشرائح، لافتاً إلى أن السعر المتوسط للبيجامة من القماش المتوسط ٢٠٠ ألف ليرة، بينما يبلغ سعر البلوزة ١٨٠ إلى ٢٠٠ ألف.
فيما نوه “ك.ن”  صاحب أحد المتاجر في سوق شعبي، بأن سعر الحقيبة ٧٥ ألف ليرة، وقد تصل إلى ٢٥٠ ألفاً، حسب نوع الجلد والماركة، أما سعر الأحذية النسائية فيتفاوت أيضاً حسب نوع النعل “طبي أو عادي”، حيث تتراوح أسعارها بين ١٥٠ ألف ليرة، إلى ٢٥٠ ألفاً بالحد الأدنى أيضاً..
وبهذه الأسعار المتصاعدة النارية،  وما بين تجهيز لاحتفال ٍ عائلي بسيط، ما بين “كيك” وغيره من تلك التحضرات و مع هدية متواضعة،  وبحسبة بسيطة لعائلة مكونة من ٥ أفراد، وفي حال اتفق جميع أفرادها على شراء هدية (واحدة فقط)،  تكون قد تخطت التكلفة بالمجمل  ٧٠٠ ألف ليرة.
وفي سياق متصل أكدت الممرضة نعيمة. ش، وبملامح تملؤها الحسرة في حديثها ل”تشرين”، قائلة: مضى على وفاة والدتي عدة أعوام، إلا أن ألم فراقها لا يفارق قلبي وروحي، فعيد الأم يزيد حزني، فهي لا تفارق مخيلتي، وفي هذا اليوم تحديداً، أرتدي الأسود مع إخوتي ونقوم بزيارة قبرها، لنحتفل معها ونضع الزهور والبخور على قبرها.
ختاماُ.. ما يجب ألا نتجاهله أو ننساه، أولئك الذين فقدوا أمهاتهم، او الأمهات اللاتي فقدن أحد أطفالهن،  أو اللاتي لا تملكن أبناء لسبب ما، أو العجزة وكبار السن اللاتي تركن منسيين في دار المسنين وينتظرون أحداً ليتذكرهم ويهوّن عليهم وحدتهم،  من أبنائهم أو غيرهم، أو أهلنا في غزة والأمهات اللاتي فقدت أطفالهن بفعل العدو الغاشم، كل هؤلاء.. يجب ألا ننساهن، وأن نتذكرهن ولو بجملة قصيرة ولطيفة من القلب “تجبر الخاطر”، وكل عام وأمهاتنا وأمهات العالم بألف بخير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار