من إعلام العدو..  محلل إسرائيلي: قد نكون قادرين على كسب معارك لكننا سنخسر هذه الحرب

تشرين ـ غسان محمد:

في تحليل يحمل اعترافاً صريحاً بانتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهزيمة الجيش الإسرائيلي، قال المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوفال هراري: إن المقاومة في غزة تقترب من إلحاق الهزيمة بـ”إسرائيل” مشدداً على أن مقاييس النصر لا تقاس بمن يقتل المزيد من المدنيين، بل بمن يقترب من تحقيق أهدافه السياسية، وأضاف: إن الأهداف السياسية في حالة المقاومة، واضحة تماماً، وقد تحقق بعضها بالفعل، بينما تبدو أهداف “إسرائيل” غامضة وربما غير موجودة.

وتابع هراري، وهو مؤرخ وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في الجامعة العبرية في القدس: إنه مع عدم وجود أفق سياسي، يعني أن المقاومة ستهزمنا، لأن الفائز في الحرب ليس بالضرورة الطرف الذي يقتل المزيد من الناس، أو يأخذ المزيد من السجناء، أو يدمر المزيد من المنازل، أو يحتل المزيد من الأراضي، بل الفائز هو الجانب الذي يحقق أهدافه السياسية.

وقال هراري: قد نكون قادرين على كسب جميع المعارك، لكننا سنخسر الحرب. فعندما يتعلق الأمر بمنع التوصل إلى اتفاقات تطبيع جديدة، وتحديداً بين “إسرائيل” والسعودية، وتدمير أي فرصة للتطبيع في المستقبل بين اليهود والعرب، فإن المقاومة تكون قريبة جداً من النصر، وقد حققت بالفعل أكثر بكثير مما كانت تأمل.

وأشار المحلل إلى ازدياد الكراهية لـ”اسرائيل” في أذهان مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وزيادة ما وصفه بـ”معاداة السامية” إضافة إلى تراجع مكانة وصورة “إسرائيل” على الساحة الدولية، ووصولها إلى الحضيض، في حالة غير مسبوقة، حتى في أوساط الرأي العام في الديمقراطيات الغربية التي كانت صديقة لـ”اسرائيل” لسنوات طويلة. بالتالي، من البدهي القول: إن كل يوم إضافي يُقتل فيه فلسطينيون أو يتضورون جوعاً في غزة، تتقدم المقاومة خطوة أخرى إلى الأمام نحو النصر.

وشدد هراري على أن الحرب على غزة، ستؤدي إلى عدم تأييد الأجيال العربية القادمة إبرام أي اتفاق سلام أو تطبيع بين “إسرائيل” والعالم العربي، في ضوء توثيق مشاهد الفظائع في غزة، التي ألحقت أكبر ضرر بـ”إسرائيل”.

وأوضح المحلل أن حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف تشن هذه الحرب دون تحديد أهداف سياسية واضحة، وبالتالي، حتى لو افترضنا أن “إسرائيل” نجحت في نزع سلاح المقاومة، فإن هذا سيكون مجرد إنجاز عسكري وليس هدفاً سياسياً، والسؤال هو: هل لدى “إسرائيل” خطة منظمة حول كيف أن هزيمة المقاومة ستؤدي إلى إنقاذ اتفاق تطبيع مع السعودية، أو تسوية دائمة في غزة، أو تمكنها من استعادة مكانتها الدولية، أو تحقيق أي هدف سياسي آخر تتطلع إليه..؟ الحقيقة هي أنه من دون مثل هذه الخطة السياسية، سيكون من المستحيل اتخاذ قرارات عسكرية مثل مهاجمة رفح أو وقف إطلاق النار.

وختم هراري قائلاً: إذا افترضنا أن “إسرائيل” نجحت في نزع سلاح المقاومة على المستوى العسكري، وبقيت من دون أفق سياسي، فإن ذلك يعني أن المقاومة قد هزمتنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار