وزير السياحة يطلق العمل بحاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية
دمشق- لمى سليمان:
“عندما نتحدث عن التاريخ والتراث لا نستطيع ذلك دون أن نذكر اسم سورية” بكلمات السيد الرئيس بشار الأسد أطلق وزير السياحة محمد رامي مرتيني العمل بحاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، بحضور وزير الصناعة عبد القادر جوخدار ووزيرة الثقافة لبانة مشوح ومحافظي دمشق وريفها.
وفي تصريح للصحفيين أكد وزير السياحة أن مشروع الحاضنة هو مشروع مشترك بين وزارات السياحة والصناعة والثقافة والأمانة السورية للتنمية واتحاد الحرفيين، مشدداً على أهمية الحفاظ على المهن التراثية بوصفها مكوناً أساسياً من مكونات التراث الثقافي والحضاري لسورية، ومرآة لمراحل متعاقبة من الحضارة السورية العريقة إضافة لكونها مصدر دخل لعدد كبير من الأسر السورية التي توارثت هذه المهن عبر مئات السنين مساهمة في تعزيز الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة.
وشدد مرتيني على أهمية المشروعات الصغرى التي تحتضنها حاضنة دمر وهي مشاريع صغرى أو متناهية الصغر والتي تعتبر كل الحرف والمهن اليدوية من ضمنها، إضافة إلى الأهمية الكبرى لمصطلح شيوخ الكار الذين يختزلون مئات السنين من التاريخ العربي السوري والحضارات المتعاقبة على سورية والتي من المهم الحفاظ عليها، والتي تم تدمير جزء كبير منها في الحرب الإرهابية على سورية من ورشات وأماكن ممارسة المهنة في محاولة لطمس هذا التراث العريق.
وتأتي بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد لحفظ التراث المادي واللامادي والهوية الوطنية إضافة، إلى هيكلة المشروعات الصغيرة لتنمو وتتطور وتحقق استدامة وجدوى اقتصادية، وهي من أهم أهداف هذه الحاضنة.
وتضم هذه الحاضنة، يتابع وزير السياحة، كنوز وطنية كانت مفخرة قبل الحرب وستعود في مرحلة إعادة الإعمار، والأهمية الوطنية لها تكمن في الحفاظ على المهن التراثية واستمرار ممارستها ونقل الخبرة والمعرفة من جيل إلى جيل والتي يعتبر البعض منها مهدد بالاندثار، أو قل الاهتمام بها لقلة الحاجة وتطور حاجات الحياة، وتعتبر هذه الحاضنة كبداية لسلسلة حاضنات ثقافية في حلب وحمص واللاذقية وطرطوس وبقية المحافظات.
وبدوره رأى وزير الصناعة عبد القادر جوخدار أن هذا المشروع المشترك هو بحد ذاته إحياء للتراث والحرف التراثية التي نسعى دائما للحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها وتأمين كافة المستلزمات اللازمة والكفيلة بذلك إضافة إلى أهمية الحفاظ على مصطلح شيخ الكار أو الحرفيين الألماسيين مع السعي الدائم تأهيل و تدريب قدرات شابة لتنمية هذه الحرفة.
ويأتي دور وزارة الصناعة في تأمين كل المستلزمات اللازمة لاستمرار هذه المهن والحفاظ عليها.
يذكر أنه تم تأسيس حاضنة دمر المركزية في العام ٢٠١٧ بهدف تأمين المجال للحرف اليدوية المتعددة الانتشار وتحقيق الجدوى الاقتصادية وتم توقيع مذكرة التفاهم رقم /٥/ تاريخ ١١/١/٢٠٢٣ بين وزارة السياحة والصناعة ومذكرة التفاهم بين اتحاد غرف السياحة وحاضنة دمر المركزية. ويشتمل المشروع على أهداف ترويجية بالشراكة مع الجهات المعنية بهدف ترويج وتسويق منتجات الحرفيين لتحقيق دخل مستقر لهم يساعدهم على الاستمرار بالعمل ونقل المعرفة والخبرة. وتبلغ مساحة الحاضنة ١٢٣٧ متراً، وتضم ٦١ محلاً ومحترفاً لممارسة المهن اليدوية وقاعة تدريبية وقاعة لعرض المنتجات، وتستوعب الحاضنة في المرحلة الأولى ٤٢ حرفياً إضافة إلى الحرفيين المتواجدين وبمجموع ٨٠ حرفياً يمارسون ويتدربون على مهن عدة منها مصنوعات شرقية، قاشاني ومسابح، الرسم النباتي على الحرير، فسيفساء زجاجي وغيرها الكثير.