من إعلام العدو… محللون إسرائيليون: نمر بأخطر اللحظات منذ عام 1948.. جيشنا عالق في غزة ويبحث عن شبه انتصار
تشرين ـ غسان محمد:
أجمع محللون صهاينة، على القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فشلت في تحقيق أهدافها، وأن الحديث عما يسميه نتنياهو “النصر المطلق” بعيد المنال، وبالتالي فإن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، تبقى الخيار الأفضل، مقارنة بالخيارات الأخرى.
وتحت عنوان “نمر بأخطر وأصعب لحظة منذ عام 1948” كتبت المحللة بار لي شاحر في موقع “زمن (إسرائيل)” أن دعوة بيني غانتس لإجراء محادثات سياسية في واشنطن، وقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إسقاط طرود غذائية على الفلسطينيين في غزة، تشير إلى أن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأنه لا يوجد في مكتب رئيس الوزراء في (إسرائيل) من يمكن العمل معه، وأن واشنطن، وبعد فحص أداء حكومة اليمين، أدركت أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب، في خطر، وأن مواقف حكومة نتنياهو بعد السابع من تشرين الأول تهدد بإشعال الشرق الأوسط برمته.
وتابعت المحللة: لقد أدركت الإدارة الأميركية أن هذه الحكومة لا يقودها رئيسها، وأنها أصبحت دمية ترقص على أهواء وزراء اليمين المتطرف. لذلك تم استدعاء غانتس إلى واشنطن، رغم أنه لا يستطيع في هذه المرحلة تحقيق أي نتيجة كفيلة بوقف الحرب، وبالتالي، فإن الكرة في أيدي الأميركيين، الذين يحذّرون الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في سياستها التي لها وصف واحد هو التمييز العنصري.
ورأت المحللة، أن (إسرائيل) تواجه خطر التحول إلى “دولة” ستحاكم بتهمة الإبادة الجماعية، وربما تفقد أهم صديق استراتيجي لها، أي الولايات المتحدة. وعندما يحدث هذا، يكون الوضع والتصعيد في الشمال لا يزال يلفه الضباب، يجب الاعتراف بأننا في واحدة من أخطر لحظات التدهور التي شهدناها هنا منذ عام 1948.
وفي صحيفة “هآرتس” كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل قائلاً: إن اجتياح رفح، أمر مُعقد بسبب وجود ثلثي سكان قطاع غزة في المدينة ومحيطها، ومن دون هزيمة حماس، وفي ظل غياب “الانتصار المُطلق” الذي يتعهد نتنياهو، بتحقيقه، فإن (إسرائيل) تبحث عن شبه انتصار لذلك، من دون صفقة ووقف إطلاق نار، قد تتكرر هنا صورة مُصغّرة للحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع الإشارة إلى أن (إسرائيل) تواجه تهديد استنزافها في جبهتين، لبنان وغزة، وخصومها يُصرّون على مواصلة القتال.
بدوره، كتب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” ألون بن دافيد تحت عنوان “نغوص في مستنقع وحل عميق” قائلاً: في بداية الشهر السادس للحرب تبدو (إسرائيل) عالقة، وتغوص أكثر في وحل الجنوب وكذلك في الشمال، وقد وصلنا إلى الوقت الذي ينبغي فيه الحسم لجهة ما إذا كنا سنتخلى عن الجري وراء صورة انتصار باغتيال السنوار، والسيطرة على مخيمات وسط القطاع ورفح، قبل أن ينتهي الصبر الأميركي.
من جانبه، كتب المحلل ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت احرونوت” أن نتنياهو ادعى بأن الجيش الإسرائيلي قضى على 18 كتيبة عسكرية للمقاومة في غزة، وقد مضى شهر، وربما شهران، والعدد لا يزال كما هو، ويبدو الآن أن هدف المعارك هو توفير ورقة مساومة لـ”(إسرائيل) في المفاوضات حول صفقة الأسرى، لكن ما يحصل هو أن الجنود الإسرائيليين يُقتلون ويصابون بتقطير يومي، وهذا يذكر كبار السن بيننا بالثمانينيات والتسعينيات في لبنان، وهذه ليست ذكرى سارة.
وخلص بنرياع إلى القول: المشاهد القاسية للنازحين في رفح وفي شمال القطاع، تقتل بايدن سياسياً، ومهاجمة رفح ستكون خطاً أحمر لن يسمحوا لـ(إسرائيل) بتجاوزه، بالتالي، من الجائز الافتراض أن الكونغرس سيمنع الجيش الإسرائيلي من استخدام ذخيرة وأسلحة أميركية من دون مصادقة مسبقة، ومن الجائز أيضاً أن يلغي بايدن الفيتو التلقائي الذي تفرضه أميركا على أي قرار معاد لـ(إسرائيل) في مجلس الأمن الدولي.