من إعلام العدو… المقاومة الفلسطينية تفرض شروطها في مفاوضات صفقة الأسرى ونجحت في محاصرة “إسرائيل” في جبهات عدة
تشرين – غسان محمد:
في إطار الاعتراف بالهزيمة وفشل جيش الاحتلال في اقتلاع المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، إنّ استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، يزيد من حجم خسائر “إسرائيل” على المستويات كلها، السياسية والعسكرية والاقتصادية، مشيرة إلى أنّ المقاومة تحاصر “إسرائيل” في جبهات عدة، بعد نجاحها في تحقيق مجموعة من المكاسب، جعلتها تفرض شروطها في مفاوضات الهدنة، وتضاعف الضغط الدولي على “إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة، إنّ الحرب التي تشنها “إسرائيل” على غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وخلّفت عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء، وألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية فظيعة، جعلت “إسرائيل” تمثل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وتابعت الصحيفة، أنّ الجيش الإسرائيلي يجر أقدامه في أنحاء قطاع غزة، بينما تجر القيادة السياسية أقدامها في انتظار التدخل الخارجي، على أمل التوصل إلى اتفاق من أجل تبادل الأسرى، رغم تعمد المستوى السياسي عدم إطلاق الكثير من التصريحات في هذا الخصوص، ظناً منها أن مثل هذه الخطوات قد تشكل عامل ضغط على المقاومة، وتؤدي إلى تحسين شروط اتفاق التبادل.
ورأت الصحيفة، أن يحيى السنوار، نجح في حصار “إسرائيل” في المكان الذي يريدها أن تكون فيه، ووضعها تحت الضغط الدولي بسبب مسألة اللاجئين ونقص الطعام والماء في القطاع، ومن الواضح أن المقاومة لن تذهب إلى صفقة تبادل الأسرى ما لم تتم تلبية مطالبها بعودة اللاجئين وانسحاب الجيش من غزة.
ومع استمرار الحرب، تتكبد “إسرائيل” حسب موقع “والا” العبري، المزيد من الخسائر على المستوى الاقتصادي، وهذا ما تشير إليه تقديرات مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية شاي أهارونوفيتش، الذي قال: إنّ الأضرار الناجمة عن الحرب على قطاع غزة تفوق بـ 6 أضعاف، الأضرار التي خلفتها حرب تموز 2006 على لبنان، وأضاف، إنّ سلطة الضرائب تلقت حتى الآن نحو 700 ألف طلب بالتعويض عن الأضرار غير المباشرة، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى مليون طلب، وأوضح أهرونوفيتش، أن الحرب شكّلت تحدياً معقداً للغاية لجهة التعامل مع الأضرار المباشرة، التي لم تشهدها “إسرائيل” من قبل.
وفيما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إنّ “إسرائيل” دفعت ثمناً باهظاً خلال الحرب على قطاع غزة، مؤكداً أنّ الجيش فقد كبار قادته، وعدداً كبيراً من جنوده خلال الحرب، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إنّ الحرب على غزة أودت بحياة عشرات الضباط الإسرائيليين من القوات النظامية والاحتياطية، مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يسعى في هذه الأثناء إلى تعيين ضباط جدد، من أجل أن يحلوا مكان الضباط الذين قتلوا، ومن المقرر افتتاح دورات تأهيل خاصة لملئ المواقع الشاغرة في أعقاب مقتل هؤلاء الضباط.
وكشفت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أن من بين الضباط القتلى، 39 قائد فصيل أو نائب قائد فصيل، 13 قائد سرية، بينهم ضباط من الاستخبارات العسكرية، و6 ضباط برتبة مقدم، و4 قادة ألوية، و7 ضباط آخرين.