بعد أن تحسّنت مخازينها.. سدود السويداء لم تْنهِ أزمة المياه..!
السويداء – طلال الكفيري:
من الواضح أن واقع مياه الشرب في المناطق التي تعتمد في تغذيتها المائية على مياه السدود، لم يتحسن رغم الزيادة الملحوظة التي تحققت في مخازين السدود بعد الهطولات المطرية التي عمت أرجاء المحافظة مؤخراً.
فشكاوى الأهالي في القرى والبلدات التي تشرب من سد جبل العرب ” قيصما وبهم وتل اللوز وأبو زريق.. الخ” من شح كميات المياه الموردة إليهم، ما زالت مستمرة لتاريخه، وخصوصاً أن المياه لا تعرف طريقها إليهم إلا كل شهر مرة واحدة، ما أبقاهم مضطرين لشراء المياه بالصهاريج بأسعار مرتفعة، تصل إلى 100 ألف ليرة لصهريج سعة 20 برميلاً.
رئيس بلدية قيصما أنور الأطرش أوضح لـ” تشرين”، أنه رغم تحسن مخزون سد جبل العرب، إلا أن أزمة المياه ما زالت تفرض نفسها عليهم كواقع مسلّم به، لكون أهالي القرى التي تتبع لبلدية قيصما ما زالوا تحت رحمة آبار خازمة الارتوازية التي لم تستطع إطفاء ظمئهم لتاريخه.
وفي هذا السياق، أشار مدير الموارد المائية في السويداء المهندس بديع مطر لـ” تشرين” إلى أن مناسيب السدود وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى 16 مليون متر مكعب، نتيجة جريان الأودية المغذية لها، بعدما كانت ضمن الحجم الميت، منذ أقل من شهر، علماً أن المياه المخزنة ضمن هذه السدود الموسم الفائت ولمثل هذه الفترة من السنة كانت لا تتجاوز 10 ملايين متر مكعب، منوهاً بأن زيادة مناسيب السدود، وخاصة في مثل هذه الفترة من السنة، ستكون لها منعكاسات إيجابية على مياه الشرب صيفاً، ولاسيما مع وجود 9 سدود مخصصة لهذه الغاية، وهي تغذي قرى وبلدات” قيصما- حبران- الكفر- أبو زريق- تل اللوز- بهم- الطيبة- المشنف- سالة الخ”
لافتاً إلى أن التخزين الأعظمي لسدود السويداء البالغة 17 سداً يصل إلى 60 مليون متر مكعب. مع وجود أربعة سدود راشحة، تعمل المديرية على تأهيلها، حيث تم إعداد دراسة فنية تتضمن حلاً فنياً مقترحاً للرشوحات المائية في بحيرة سدود كل من شهبا وقنوات والرحا ورساس، إضافة لتقييم الحالة الفنية لسدي صلخد والعين، وإعداد الدراسة اللازمة لتأهيلهما ووضعهما في الاستثمار، فمشكلتهما تكمن بعدم الوصول مياه الأمطار إليهما عبر الأقنية المغذية لهما.