تصاعد في العدوان الاسرائيلي على غزة.. الاحتلال ينتقل من مستشفى إلى آخر.. وواشنطن تستمهل الكيان الإسرائيلي لتحقيق «إنجاز» ما
تشرين – راتب شاهين:
يتصاعد العنف الإسرائيلي في غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية، في ظل رحلات مكوكية لوساطات تتحدث عن مفاوضات تبدو عقيمة، في ظل حديث أميركي عن محادثات لإيجاد حلول مؤقتة أو هدن يبدو من مقدمتها أنها هشة، في وقت يتصاعد فيه دعم واشنطن لـ«إسرائيل» بالذخائر وتصديها بالنيابة عن «إسرائيل» لجبهة البحر الأحمر.
ورغم الحديث المكثف عن المفاوضات والمباحثات لإيجاد حلول ما، فإن الطائرات الإسرائيلية واصلت قصفها مختلف مناطق قطاع غزة في اليوم الـ137 من الحرب، مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي تسع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها ١٠٧ شهداء و١٤٥ جريحاً خلال الـ٢٤ ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ٢٩٠٩٢ شهيداً و٦٩٠٢٨ جريحاً منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ونفذت طائرات الاحتلال أحزمة نارية متتالية جنوب مدينة خان يونس.
وقصفت مدفعية الاحتلال بعشرات القذائف عدة مناطق في شرق خان يونس وشمالها وجنوبها، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية شرق البريج والمغازي وسط القطاع.
وفي غزة والشمال بدأ جيش الاحتلال عملية توغل واسعة قرب مسجد علي في حي الزيتون جنوب مدينة غزة ونفذ أحزمة نارية بالتزامن مع تقدم قواته نحو الحي.
لعمل الطبي والإنساني في فلسطين جريمة في نظر الاحتلال بينما تحولت المستشفيات إلى أهداف عسكرية
بعد مستشفى ناصر من التالي؟
يتواصل العدوان الإسرائيلي على المستشفيات الفلسطينية بالدور، وينتقل من تدمير مستشفى إلى آخر، فبعد خروج مستشفى ناصر عن الخدمة وإجلاء الجرحى منه، يبقى السؤال ما المستشفى التالي؟ وإلى أين سيتم إجلاء الجرحى؟ أسئلة كثيرة يجب توجيهها إلى الدول الغربية الداعمة لـ«إسرائيل» والمُحاضرة بحقوق الإنسان، فبعد السكوت عن مجزرة مستشفى «المعمداني» وتمريرها بلا حساب، شجعت الكيان الإسرائيلي على الاستمرار في جريمة تدمير المستشفيات، الملاذ الأخير من حرب شرسة، هدفها الترحيل والإبادة.
الهلال الأحمر أعلن أنه لليوم الثاني على التوالي يشارك في مهمة إجلاء الجرحى من مستشفى ناصر بعد خروجه عن الخدمة بتنسيق مع منظمة الصحة العالمية «WHO»، حيث شاركت فيها 4 مركبات إسعاف أجلت 18 جريحاً، وتم نقل الحالات إلى مستشفيي الأميركي الميداني والإندونيسي الميداني بمحافظة رفح.
ونقلت سيارات الإسعاف جثامين لـ١٢ مواطناً استشهدوا في خان يونس إلى مستشفيات رفح ودير البلح لتعذر نقلهم إلى مشفى ناصر، لكن من يضمن ألا تهاجمهما الطائرات الإسرائيلية!؟
لقد أصبح العمل الطبي والإنساني في فلسطين جريمة في نظر الاحتلال، بينما تحولت المستشفيات إلى أهداف عسكرية، لكن هل سيعمم الأمر على دول العالم وعلى كل المناطق الساخنة؟ حيث إن صمت بعض الدول المقررة في المجتمع الدولي عن مثل هذه الجرائم قد يعمم الأمر، فيعود العالم إلى عصر الفوضى، أي قبل إنشاء المنظمات الدولية التي كان من أهداف تأسيسها ألا تحكم شريعة الغاب العالم، بعد ما عرفه من جرائم الاستعمار القديم.
مبعوث بايدن الخاص ثقيل الحركة
كأن واشنطن تستمهل الكيان الإسرائيلي لتحقيق شيء ما، فتحركات مبعوثيها تبدو ثقيلة في مقابل تسريع العمليات العسكرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وكأن صقيع الدبلوماسية الأميركية وعلى غير العادة هدفه نشر ضباب حول جرائم الاحتلال حتى يواصل إبادته بلا أدنى إدانة، ففي محاولة لبدء صفقة تبادل، أعلنت القناة «13» الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيرسل مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى القاهرة، ومن المتوقع أن يصل إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة.
اللقاءات ستتناول في العاصمة المصرية قضيتين أساسيتين: قضية رفح، والعملية العسكرية المحتملة في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، ويبدو أن واشنطن تريد حصر كل ما يجري في فلسطين المحتلة برفح، إلا أن القضية هي أعمق وأكبر من رفح.
واشنطن تستمهل الكيان الإسرائيلي لتحقيق شيء ما.. وتحركات مبعوثيها تبدو ثقيلة في مقابل تسريع العمليات العسكرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
المساعي الأميركية الباردة لإيجاد وقف لإطلاق النار، كذبتها معلومات رشحت من الكيان عن تقديرات إسرائيلية بأن العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة ستستمر لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع أخرى.
هذا ما قالته أربعة مصادر مطلعة على الاستراتيجية الإسرائيلية لوكالة «رويترز»، ووفقاً لمصدرين إسرائيليين ومصدرين من المنطقة، يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي أن بإمكانهم إلحاق ضرر كبير بقدرات المقاومة خلال هذه الفترة وتمهيد الطريق للمرحلة التالية من القتال الأقل حدة، أي إن كل تلك المساعي من الوساطات الإقليمية والدولية لن تغير من الميدان قيد أنملة، وربما لذلك تعارض واشنطن وقفاً لإطلاق النار في غزة.
جلسات استماع متواصلة في لاهاي
على المقلب الآخر وفي المسار التي فتحته دولة جنوب إفريقيا في جدار العتمة الدولية، تواصل محكمة العدل الدولية في لاهاي النقاش حول «شرعية» الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس الشرقية، في ضوء استئناف الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طلبت من المحكمة تقديم رأي استشاري في الأمر، ومن المحتمل أن تستمر المناقشات عدة أيام ويحضرها ممثلون عن أكثر من 50 دولة.
وتنعقد الجلسات الست في محكمة العدل الدولية بشكل متتال حتى يوم الإثنين من الأسبوع المقبل، وتُقدّم كل دولة مداخلة شفهيّة مدّتها نصف ساعة بشأن وجهة نظرها حول المسائل الإجرائيّة والجوهريّة الناشئة، بهدف أن تُصدر المحكمة لاحقاً رأياً استشاريّاً عن القضية.
الوثيقة التي قد تنتج في لاهاي ليست لها قوة ملزمة لكن قد تؤثر في سياسات الدول تجاه الكيان الإسرائيلي
ورغم أن الوثيقة التي سيتم تقديمها ليست لها قوة ملزمة، لكن من المتوقع أن يكون لها تأثير على العديد من دول العالم التي قد تتأثر سياساتها من الكيان الإسرائيلي وفقاً للوثيقة.
نظرة إلى مجلس الأمن
وفيما يعاني سكان غزة من العدوان الصهيوني، وكل دقيقة تمر تزداد الجراح ويتزايد عدد الشهداء، يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، تقدمت به الجزائر باسم المجموعة العربية، ومبادرة مجلس الأمن هذه لن تجد الحل للقضية الفلسطينية مادامت واشنطن في المرصاد، لكن هذا ما يمكن فعله في زمن الأحادية الأميركية.
وكانت الجزائر قد وزعت المشروع مبدئياً نهاية الشهر الماضي، لكن بعض الأعضاء الدائمين طالبوا بالتفاوض على القرار، بينما هددت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض «فيتو»، ووزعت مشروعاً بديلاً للتصويت عليه خلال الأيام المقبلة.
أميركا التي تريد الاستمرار في الحرب اقترحت بنص مشروعها على «وقف نار مؤقت عندما تسمح الظروف»، فمتى ستسمح الظروف؟ ربما بعد تهجير أو إبادة سكان غزة أو يبتلع البحر قطاع غزة، حسب الحلم الصهيوني.
عمال الموانئ الهندية يرفضون شحن الأسلحة لـ«إسرائيل»
وفي وقت انكشف فيه حجم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة أمام العالم، أعلنت نقابة العمال في 11 ميناء هندياً رفض منتسبيها تحميل أو تفريغ أي شحنات أسلحة متجهة من وإلى «إسرائيل».
وقال اتحاد عمال النقل المائي الهندي، الذي يمثل أكثر من 3500 عامل في 11 ميناء مملوكاً للحكومة في الهند، في بيان: إنه قرر رفض تحميل أو تفريغ شحنات الأسلحة من وإلى «إسرائيل» أو أي دولة أخرى يمكنها التعامل مع المعدات العسكرية للحرب في فلسطين، مضيفاً: نحن عمال الموانئ، كجزء من النقابات العمالية، سنقف دائماً ضد الحرب وقتل الأبرياء مثل النساء والأطفال.