إبادة أمام أنظار العالم.. بعض الدول تشجع وتدعم .. والمنظمات الإنسانية الدولية “مسكينة”
تشرين- راتب شاهين:
الإبادة أمام أنظار العالم حقيقة واضحة يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فلا يوجد عدسة آلة تصوير ولا وسيلة إعلامية إلّا ونقلتها، فالعالم يشاهد ما يجري ويصمت عما يعلم أنه يجري وسوف يجري، هذا العالم في جزء منه مسكين، بينما الدول الفاعلة صاحبة العصى الغليظة والقادرة على الضغط على الكيان الصهيوني لوقف همجيته تقدم له المزيد من الذخيرة، وتسانده بإعلان وصول أحدث غواصاتها وحاملة طائراتها، كرسائل دعم ليستمر في جرائمه، فآلة الحرب الصهيونية لا ترى الأهداف العسكرية إلّا في المستشفيات وخلف الأطفال والشيوخ.
مع دخول الحرب على غزة شهرها الثاني، حيث تقصف قوات الاحتلال كل شيء في قطاع غزة، فالمستشفيات على القائمة وأماكن العبادة أهداف بدهية للكيان الصهيوني والأطفال والشيوخ.. لا يتم استثناء أي شيء في القطاع.
إن سكوت بعض الدول عن هذه الجرائم الشنيعة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية، يعدّ تشجيعاً مقصوداً على القيام بها، فماذا يعني الإعلان الأمريكي عن وصول غواصة جديدة إلى المنطقة؟، أليس ذلك دعماً ومساندة ليكمل الكيان الإسرائيلي إبادته للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأيضاً تسانده بحركة دبلوماسية خلبية وهمية هدفها ذر الرماد لتشتيت وقع ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية.
هذه الجريمة التي عجزت المنظمات الدولية على وقفها أو مداواة جراحها، ودفع الدول لاتخاذ أفعال لوقفها، دفعت مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصراخ والتحسب من التاريخ بقوله: إن التاريخ سيحاكم الجميع بناء على ما قدموه خلال هذه الأزمة الإنسانية.
والمنظمات الإنسانية الدولية فقط تحصي الشهداء والجرحى وتندد، فلا حول ولا قوة لها في وجه جماعات صهيونية ولوبيات الصناعات الحربية، وبدلالة ما قاله غيبريسوس عبر حسابه في منصة «إكس»: إن شهراً من القصف العنيف على غزة قد مر، مات خلاله 10 آلاف شخص، أكثر من 4 آلاف منهم كانوا من الأطفال.
الإبادة التي تجري في غزة هي وسيلة للوصول إلى كل الأهداف الصهيونية، بقتل كل شيء وصولاً إلى المقاومة التي هي بنت بيئتها الاجتماعية – المكانية و الزمانية.
القائد العام للجيش الإيراني اللواء رحيم موسوي أكد أن الأعمال الهمجية للكيان الصهيوني التي تجري هذه الأيام في قطاع غزة ليس لها أي قيمة عسكرية، فما قيمة ما يفعله الكيان الإسرائيلي عسكرياً إلّا في سياق عملية إبادة راضٍ عنها جزء فاعل من الدول، إن القصف الجوي على أشخاص عزل وأبرياء ومدنيين في المنازل والمدارس والأماكن العامة والمستشفيات لن يعيد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
لا يمكن لوم المقاومة كما تفعل بعض الدول والحكومات والشخصيات على أنها البادئ في هذه الجولة بإطلاقها معركة «طوفان الأقصى»، فمعارك المقاومة معلنة منذ قدوم العصابات الصهيونية وتآمر بعض دول المجتمع الدولي على فلسطين بقرار التقسيم، أي قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 عام 1947.
المعركة ضد محتل الأرض هي معركة مستمرة وهي حق للشعوب، فليست بحاجة إلى من يصرّح ويلوم ويحلل لإرضاء هؤلاء أولياء النعم المزيفة وهو قابع على المفترقات الأخرى في السر والعلن.