تغييرُ المدربين «برستيج»
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرعة الاستغناء عن المدرب في بعض أنديتنا التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة القدم، فلا تكاد تنتهي مرحلة من منافسات دورينا إلا وتتبعها ظاهرة إقالة أو استقالة المدرب، مع العلم أن المدرب هو ركن أساسي من أركان أي لعبة، سواء أكانت جماعية أم فردية، وهو العقل المدبر، وعلى عاتقه يقع اختيار اللاعبين، ومن ثم التوقيع على عقودهم المالية، لذا يجب عليه الاختيار الصحيح لهم، ومن ثم تقع على عاتقه بعدها مسؤولية النتائج، إيجابية كانت أم سلبية.
وندرك تماماً أنه في دورينا هناك أندية حافظت على مدربيها، ومعظمها حدث فيه التغيير نتيجة عدم تحقيق النتائج المطلوبة من جهة ولإرضاء الجمهور من جهة أخرى، وهذا ما حدث في المرحلة الرابعة، إذ تقدم عساف خليفة باستقالته من تدريب الساحل ، «والحبل ع الجرار»!! وكان قبلها محمد عقيل قبيل انطلاق الدوري تقدم باستقالته من نادي الفتوة لنفاجأ بأنه استلم قيادة منتخبنا الشاب، وغداً لن نستغرب أن يكون للخليفة مكان في منتخباتنا أو أحد أنديتنا، ربما في الجولات القادمة.
فظاهرة التغيير أتت نتيجة الاختيار الخاطئ لشخص المدرب منذ البداية، فأغلب إدارات الأندية تجعل من المدرب شماعة لأخطائها الكثيرة، فتقوم بإقالته كي تمتص غضب جماهيرها التي تشجعها وتساندها في الخسارة قبل الفوز، متناسين عدم اختياره الصحيح بداية من دون أي ضوابط أو معايير، مع وجود خلل في بعض الإدارات وغياب الرقابة من الجهات المسؤولة عن اللعبة بشكل عام، ونحن كمتابعين وكخبرات للعبة نتفق على أن كثرة التغيير ليست الحل الأمثل والأنجع لعلاج الإخفاقات ، فما هي النتائج؟ مع تأكيدنا أن لمسات كل مدرب لا تظهر مباشرة على الفريق، بل تحتاج مدة، وهنا السؤال المطروح على إدارات الأندية .. لماذا لا يعطى المدرب فترة، ومن ثم تتم محاسبته؟ فهل مجرد خسارة أو اثنتين يجب التغيير؟!
لتغير إدارات الأندية عقليتها ولتضع الموازين والمقاييس والأسس السليمة لبناء فرقها بدءاً من اللاعب والمدرب، حتى تحصل على النتائج المطلوبة مقرونةً بالأداء المميز، فهل ستكون هذه المعادلة موجودة في أندية الأضواء..؟ أم إن ظاهرة التغيير فقط تأتي لأجل الموضة ليس أكثر.