المحتوى الأكثر كذباً!
ذوو النيات والغايات والمغرضون “يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية خاصة بهم”.. فانتبهوا يا رعاكم الله، فمن المرجح أن يؤدي الحصول على معلومات من وسائل التواصل الاجتماعي إلى تضليلكم بشدة، كما يحدث في نشر أخبار وفيديوهات كاذبة حول ما يحدث في غزة, فمقابل التضييق على المحتوى الفلسطيني يتم نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة لمصلحة «إسرائيل»، وهذا ما شهدناه في الحديث عن قصف مشفى المعمداني في غزة، حيث روّج الجانب «الإسرائيلي» أن المقاومة الفلسطينية هي من قصفت المشفى، في حين أكدت لقطات من الأقمار الصناعية وكذلك خبراء ومعنيون أن الصاروخ الذي أصاب الأبرياء في “المعمداني ” أمريكي الصنع، كما أنه أطلق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي .
أين هو مؤشر الثقة التي لطالما تبجحت بها إدارات تلك المنصات؟ لقد بات واضحاً اًن هذه المنصات فشلت في اختبار الصدق والحقيقة والثقة خلال العدوان على غزة.. فمنذ الساعات الأولى لعملية «طوفان الأقصى» انحازت “المنصات ” إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وبدأت بحذف وتهكير الصفحات المؤيدة للمقاومة، مع توجيه تحذيرات شديدة اللهجة لأصحاب الصفحات والقنوات الرائجة “اليوتيوبر” لنشر محتويات داعمة للمقاومة.
أحد مقاطع الفيديو ” الذي شوهد أكثر من 300 ألف مرة، ادعى أن وسائل الإعلام دبّرت الهجمات، وآخر شوهد أكثر من 100 ألف مرة، يدعي أنه من حرب إسرائيل، بينما هو ليس سوى لعبة فيديو Arma 3. »
وعلى منصة أخرى أظهر فيديو مظليين على أنهم عناصر المقاومة، بينما هم مظليون في مصر ولا علاقة لهم بالأحداث الجارية. وواجهت “المنصة” انتقادات بسبب مقاطع فيديو لا علاقة لها بالحرب، جرى تقديمها على أنها لقطات من الأرض، وبسبب منشور من مالك المنصة توجّه المستخدمون لمتابعة حسابات شاركت معلومات مضللة، قبل أن يحذفه المالك.
إن الكثير من المحتوى الأكثر تطرفاً، يجري تداوله على “المنصات”، ويتضمن خطاب الكراهية للعرب والفلسطينيين والمقاومة، والمشاهد الكاذبة والصور الملفقة لمدنيين قيل إن المقاومة قطعت رؤوسهم وتبين أن الصور كاذبة ومركّبة وغير حقيقية، واستدعت اعتذاراً من المسؤولين في البيت الأبيض عن المعلومات المضللة التي وصلت إليهم .
وبالمقابل نشرت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام أخباراً عن استقالة مبرمجين وإعلاميين من العمل مع هذه المنصات ووسائل إعلام تضامناً مع الفلسطينيين .
ولعل أبسط ما نقوم به أمام هذا الإغراق بالكذب والتضليل هو الانتباه لما نشارك فيه على هذه المنصات التي ثبت بالتجربة الحاسمة أنها منحازة وغير عادلة وكاذبة وتروج للكراهية والتطرف.