دمج 3118 تلميذاً وتلميذة من ذوي الهمم في 254 مدرسة
تشرين- بشرى سمير:
لم يخطئ من أطلق عليهم ذوي الهمم لما يتمتعون فيه من قوة إرادة وحب وشغف للتعلم ومواجهة كل الظروف رغم ما يعانونه من إعاقات مختلفة، وقد كان لمشروع دمج ذوي الاحتياجات في التعليم العام، الأثر الإيجابي الكبير في تعزيز قدرة هؤلاء الفتيان والفتيات على مواصلة الطريق.
تروي الشابة صفاء التي تعرضت لحادث سقوط من الطابق الرابع نتيجة قذيفة هاون غادرة قبل عدة أعوام، ما تسبب لها قطعاً في الحبل الشوكي أدى إلى الشلل النصفي: عشت في صدمة ولزمت السرير مدة طويلة ولعدة أشهر، قبل أن أقرأ عن إصابات الحبل الشوكي لمساعدة نفسي على المضي في الحياة. وبمساعدة والدتي عدت إلى المدرسة وقد رحبت فيَّ المعلمات والموجهات وحاول كل من في المدرسة مساعدتي لأعود للدراسة.
رئيس دائرة التربية الخاصة لـ (تشرين): يتم قبول التلاميذ ذوي الإعاقة الخفيفة والمتوسطة في المدارس الدامجة بعد تقييمهم من قبل اللجان المختصة
وتضيف صفاء: قررت المثابرة والجد لاستكمال دراستي والحصول على مجموع كبير في الشهادة الثانوية، يمكِّنني من دخول كلية الحقوق وأنا الآن في السنة الرابعة، صفاء هي واحدة من مئات الطلاب الذين تم دمجهم في التعليم العام للحصول على حقهم في متابعة التعليم ومساعدتهم الاعتماد على أنفسهم لمواجهة كل تحديات الحياة، فيما تشير الطالبة مروة- صف السابع وتعاني من تخلف عقلي بسيط منذ الولادة -إلى أنها بمساعدة والدتها استطاعت بعد دمجها في المدرسة العادية الاستمرار والنجاح وأن تكون مثلها مثل أقرانها وأن تدرس معهم وتلعب معهم.
دور الأهل
وتؤكد المعلمة نيفين حسن أن دور الأهل كبير في تعزيز ثقة الطفل من ذوي الهمم بنفسه وعدم التعامل معه على أنه مختلف أو محاولة اخفائه عن أعين الناس بل على العكس يجب التعامل مع الطفل على أنه متميز ويمتلك قدرات وطاقات لا يمتلكها غير من أقرانه الأصحاء.
كادر مؤهل
ربيع أحمد رئيس دائرة التربية الخاصة في وزارة التربية، أكد أنه يوجد في كل مدرسة من المدارس الدامجة كادر مؤهل للتعامل مع هذه الفئة من الأطفال إضافة إلى معلم غرفة المصادر الذي بدوره يعمل على إعداد خطة تربوية فردية خاصة بكل حالة من الحالات ضمن المدرسة تتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم بالتنسيق مع معلم الصف والمرشد النفسي والاجتماعي ضمن المدرسة لمساعدة التلميذ وتقديم جميع الخدمات الممكنة والتي تمكنهم من التأقلم والتكيف مع أقرانهم كما يتم إشراك التلاميذ ذوي الإعاقة بجميع النشاطات الرياضية والثقافية التي تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم كما يتم مشاركتهم بالنشاطات الرياضية والأعمال المسرحية بالإضافة إلى القيام بمعارض كل عام ضمن المدارس الدامجة بكل مديرية تربية تتضمن أعمالاً ونشاطاتٍ للتلاميذ ذوي الإعاقة، وفي العام الماضي تمت مشاركة التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس الدامجة بمسابقة تحدي القراءة العربي.
254 دامجة
ولفت أحمد الى أنه بلغ عدد المدارس الدامجة /254 / مدرسة دامجة للعام الحالي موزعة على محافظات القطر، في حين بلغ عدد التلاميذ ذوي الإعاقة 3118 تلميذاً، حيث يتم قبول التلاميذ ذوي الإعاقة الخفيفة والمتوسطة في المدارس الدامجة بعد تقييمهم من قبل اللجان المختصة وفق بطاقة معايير قبول التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس الدامجة والحالات التي يتم دمجها هي: إعاقة سمعية – إعاقة بصرية – إعاقة حركية – إعاقة عقلية – صعوبات التعلم – فرط النشاط – اضطراب التوحد – اضطرابات النطق واللغة. تنص التعليمات الناظمة للمدارس الدامجة على تدريب الكوادر الإدارية والتدريسية عند تسمية أي مدرسة دامجة.
دورات تدريبية وأدلة
وبحسب أحمد؛ تعمل وزارة التربية على إجراء دورات تدريبية دائمة ومستمرة على مختلف أنواع الإعاقة ومنها: دورات في مجال / الإعاقة البصرية – الإعاقة الذهنية – الدمج التعليمي – اضطرابات النطق – اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه – اضطراب طيف التوحد – صعوبات التعلم بالإضافة إلى دورات على برنامج بورتيج ومهارات الحياة وتعديل السلوك لمعلمي غرف المصادر.
مبيناً أن وزارة التربية أصدرت العديد من الأدلة وتم توزيعها على معلمي غرف المصادر في المدارس الدامجة ومنها / دليل طيف التوحد – دليل اضطرابات النطق – دليل الإعاقة الذهنية – دليل فرط النشاط – دليل معلم غرفة المصادر …. الخ / وتم تدريب معلمي غرف المصادر عليها كما يتم العمل بشكل دوري ومستمر على تطوير كفاءات وخبرات الكوادر العاملة في المدارس الدامجة.
وكشف أحمد أنه لا يوجد لوزارة التربية أي مانع من قبول التلاميذ ذوي الإعاقة الذين تمكنهم إمكاناتهم وقدراتهم في التعليم المهني في مرحلة التعليم الثانوي وذلك حسب رغبتهم.
وأضاف أحمد أنه يتم وحسب التعليمات الناظمة للمدارس الدامجة على تطبيق الكود الهندسي وتكييف المدرسة عند تسميتها مدرسة دامجة بما يتناسب مع الحالات الموجودة فيها بما يسهم في مساعدة الطلاب على استخدام المرافق والإدراج وخاصة من ذوي الاعاقات الحركية.