زمن الخيانة السافر
كبيرة هي المعجزة لكن في سرها تغدو معجزة أكبر انتصارات المقاومة التي أثبتت أنّ الكيان الصهيوني أضعف بكثير مما كان يدّعي وكما الحق.. طاف نبأ طوفان الأقصى على الكون فإذا هو كون ولا أضخم , ذلك أن الله الذي وضع سره في أصغر خلقه قد شاء له المجد أن يضع قوته في أضعف شعوبه لتكون المعجزة على هذا النحو معجزة تبعث على الدهشة وتبعث أيضاً على الإجلال.
تبارك الشعب المحاصر الضعيف الذي تطوقه “إسرائيل” بالنار والحديد وتمنع عنه الماء والكهرباء والوقود ولو كان لها تدبير لقطعت عنه الهواء.. تبارك شعب فلسطين وتباركت المقاومة وتباركت غزة .
الكل يتطلع بطرف عينه إلى ما يجري في غزة من تدمير شامل وقتل بلا رحمة للحياة وليس فقط للأبرياء والمدنيين، يبدو الإجرام الاسرائيلي والحقد الدفين أبعد مما قد يتصوره الشارع الذي ثكل مرات ومرات بالخيانات والتطبيع والمؤامرات..والسؤال: ماذا تفعل البوارج النووية أمام شواطى غزة ؟ هل ثمة مخططات لمحو المدينة بالنووي كما طالبت إحدى أعضاء البرلمان الإسرائيلي في الكنيست ؟ هذا ليس بمستبعد على من قتل الحياة في هيروشيما وطاح بالجيش العراقي أن يقتل ويدمر ويمحو المدن والحياة وفي جعبة الأشرار الكثير من الفظائع ..ولن نستغرب من اللصوص والمجرمين هذا القتل والتدمير السافر لكن..لنا وقفة وسؤال وحساب مع المجتمع الدولة والمنظمات الانسانية ..بأي شريعة يباح القتل للأبرياء والضعفاء والمدنيين ..؟!
بعيداً عن العيون التي لم تذرف دمعة لابدّ من اتخاذ موقف بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وكل ساعة تأخير تعني ارتكاب جرائم ضد سكان غزة..ولابد من بذل كل الجهود لتسريع اتخاذ مواقف للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم .
وفي الحقيقة لقد بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة في غاية الصعوبة وسط ضغط كبير تواجهه المستشفيات التي قد تتوقف عن العمل لنفاد الوقود الناجم عن حالة الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي. يضع ذلك حياة الجرحى والمرضى المصابين من جراء قصف الاحتلال لمنازلهم في القطاع في خطر، وينذر بكارثة صحية وبيئية وخيمة، في وقتٍ بلغ فيه عدد الشهداء قرابة 1200 شهيد، والجرحى 5600 جريح .
و وسط خذلان المنظمات لمبادئها الإنسانية قبل المدنيين في غزة فإنّ أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على النزوح من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف منذ أيام ..أليس هذا زمن الخيانة السافر .!!.