الأمناء العامون وممثلو الفصائل الفلسطينية في دمشق: «طوفان الأقصى» خرق استراتيجي وتحول نوعي في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني
تشرين- هبا علي أحمد:
أقام المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق مؤتمراً صحفياً لاجتماع الأمناء العامين وممثلي الفصائل الفلسطينية في مقر المجلس ظهر اليوم، دعماً وتضامناً وتأييداً لعملية «طوفان الأقصى».
وخلال المؤتمر أكد طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، أن عملية «طوفان الأقصى» مشرفة للأمة جميعها وسيترتب عليها نتائج تاريخية بما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته والصراع العربي- الإسرائيلي، والصراع بين محور المقاومة والعدو، لافتاً إلى الاعتزاز والفخر بما قام به المقاومون في فلسطين ولا سيما في غزة المحاصرة.
وأشار ناجي إلى أن 7 تشرين الأول 2023 دخل التاريخ، فهو اليوم الذي أذلّت به المقاومة الفلسطينية العدو وأذاقته مرارة الهزيمة ولا سيما أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها المقاومة من استهداف مواقع العدو في الأراضي المحتلة عام 48 وكل تحصينات العدو لم تجد نفعاً، مشيراً إلى أن عملية «طوفان الأقصى» حققت عنصر المفاجأة المذهلة ما أربك العدو ومعه الأمريكي، كما حققت العملية كياً وعياً للمجتمع الصهيوني وهو يرى المقاومة تستهدف مواقع جيشه وتأسر العديد من الجنود والضباط، ما أثبت أن العدو لا يستطيع أن يحمي مستوطنيه وجنوده ولا يستطيع حماية نفسه بالمجمل.
وبيّن ناجي أن كل محور المقاومة يلتف اليوم حول المقاومة الفلسطينية وداعم لها وبالتالي المقاومة ليست وحيدة اليوم كما لم تكن كذلك في يوم من الأيام، داعياً كل من طبع مع العدو من العرب إلى أن يوقفوا عمليات التطبيع ويعيدوا النظر بالعلاقات مع الكيان الصهيوني.
بدوره، أكد عبد العزيز الميناوي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن معركة «طوفان الأقصى» جاءت رداً على المحاولات المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية من قتل وتهجير وأسر وتعذيب لأبناء الشعب الفلسطيني، كما أن المعركة عمل متقن تمتع به الذهنية الفلسطينية، عمل يكتب بالتاريخ كما يكتب بالواقع الراهن شارك به كل أبناء الشعب الفلسطيني الذي أظهر قدرته على اتخاذ القرار بعيداً عن المؤثرات الخارجية واستمرار النضال.
من جهته، أشار القيادي أبو سعيد ممثل فتح الانتفاضة، إلى أن معركة «طوفان الأقصى» مشرفة وفاجأت العدو وكل المؤيدين له، ومن أهم عوامل ما جرى محاولة العدو الصهيوني تغير الوقائع في المسجد الأقصى وهذه النقطة من أهم النقاط الدافعة للعملية فمقدساتنا الدينية خط أحمر لا نقبل المساس بها مهما كانت الأكلاف، منوهاً باستمرار المعركة أطول من الوقت الذي يتوقعه البعض ومن المؤسف أن هناك مواقف عربية لا تزال بعيدة عن الواقع من حيث هزيمة العدو، حيث إنه ومنذ معركة «سيف القدس» لليوم بدأ يسقط على «تل أبيب» بمفردها من 5 آلاف إلى10 آلاف من صواريخ المقاومة في كل معركة من المعارك، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية مدعومة من قبل دول محور المقاومة.
من جانبه، أشار الدكتور محمد قيس الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي، إلى أن «طوفان الأقصى» كانت مفاجأة لم نرَ مثلها إلّا في حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد والجيش المصري البطل، فهي عمل عظيم لن يُنسى، ولن ننسى كيف جرّ المقاومون الأبطال الجندي الإسرائيلي من ناصيته ورقبته في الشارع وإنزاله من الدبابة ورميه على الأرض، وبالتالي فلا بد أن تكون للعملية نتائج كبيرة فلسطينياً وعربياً ودولياً.
ولفت قيس إلى أن المعايير الدولية والقانون الدولي غير آبه بما يعانيه الشعب الفلسطيني، والولايات المتحدة تتباهى بمناصرتها للصهاينة وكل الغرب يهاجم الشعب الفلسطيني ويدعم العدو، لذلك لا سبيل إلا بالقتال والمواجهة، منوهاً بما قاله السيد الرئيس بشار الأسد بأن تكلفة القتال وتكلفة المجابهة أقل بكثير من تكلفة الاستسلام.
أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، أكد أن عملية «طوفان الأقصى» شكلت خرقاً استراتيجياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً وفكرياً للكيان الصهيوني الذي لم يشهد منذ 75 عاماً ما شهده في هذه المعركة التي شكلت تحولاً نوعياً في مجرى الصراع مع العدو وفي مسيرة المقاومة ومسيرة الشعب الفلسطيني، قائلاً: نحن نعتبرها بداية التحرير لأرضنا وشعبنا ومقدساتنا وسيكون لها نتائج وتداعيات كبيرة على قضيتنا وعلى الكيان الصهيوني وعلى المشاريع المعادية لأمتنا.
وأوضح عبد المجيد أن انتصار الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو انتصار لمحور المقاومة و عاصمته دمشق التي لعبت دوراً رئيساً في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها الأولى، مبيناً أن المؤتمر اليوم بدمشق قلب العروبة النابض للتأكيد على الترابط بين دول ومحور المقاومة، داعياً أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى التضامن والالتفاف بكل الوسائل مع ما يجري في فلسطين المحتلة.
معتصم حمادة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكد أن «طوفان الأقصى» عملية نوعية وسيسجل التاريخ كيف استطاع المقاومون الأبطال خرق الجدار والوصول لمستوطنات العدو رغم كل تحصيناته، وهو ما أثبت أن العدو نمر من ورق وقابل للهزيمة إذا كان هناك إرادة وموقف محدد لكن للأسف الكثير يسعى لإقامة علاقات مع «إسرائيل».
وأوضح حمادة أن الكيان الصهيوني لأول مرة في تاريخه يتعرض لخطر حقيقي لذلك رأينا كيف هرع الأمريكي والغرب لمساندته، داعياً إلى الوحدة الوطنية في الميدان والالتفاف حول المقاومة والتمسك بها، ولا سيما أن الطريق طويل والنضال طويل.