اعترافات «جنرالات» العدو ما بعد «طوفان الأقصى»: القبب الحديديّة ومقالع داوود وطائرات الشبح ذليلة ومُهانة وعاجزة

تشرين- يسرى المصري:
عندما تم الإعلان عن «طوفان الأقصى» واشتد الهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، لاح نور يبشر بنصر كبير في الطّريق وأنّ من امتهنوا الإرهاب والإجرام ومن اقتَحموا المسجد الأقصى سيُواجِهون عِقاباً صارماً، ومعهم “السّلطات الإسرائيليّة” التي وفّرت لهم الحِماية.
لا خلاف بين المراقبين على أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته فشلا فشلاً ذريعاً في توقع الهجوم الواسع الذي شنته “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، تحت اسم “طوفان الأقصى”، فجر أمس السبت، فضلاً عن عجز قوات الاحتلال عن تأمين الحدود، ما سمح لعناصر المقاومة بالتوغل والسيطرة على معابر حدودية وقواعد عسكرية ومستوطنات في العمق الإسرائيلي.
وفي تحليل بعنوان “مفاجأة تشرين” نُشر على موقع صحيفة “يسرائيل هيوم”، قال الجنرال إليعزر مروم، القائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلي: إنّ إسرائيل وجدت نفسها بلا معلومات استخبارية تماماً، تشبه الفترة التي سبقت اندلاع حرب عام 1973.

ولكي يدلل على حجم الفشل، أشار مروم إلى أنه “بخلاف العمليات التي تنطلق من الضفة الغربية التي يمكن للجيش الاحتلال أن يفاجأ بها، فإنّ هجوم أمس كان متوقعاً من حيث مستوى الفكرة العملياتية”.
وعدّ ما شهدته إسرائيل أمس بأنه يمثل “ناقوس إنذار” لما يمكن أن يحدث في حال تفجرت مواجهة على الجبهة الشمالية أو اندلعت مواجهات مع فلسطينيي الداخل.
وزعم مروم أنّ “الهدف الرئيسي لهذا الهجوم هو خطف جنود ومستوطنين إسرائيليين، واستغلالهم في صفقات تبادل أسرى، ما يزيد من التوتر في المنطقة”.
وحذّر من أن “فشل الجيش الإسرائيلي في تأمين الحدود يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوتر على الحدود الشمالية وتفاقم الأوضاع في المدن المختلطة التي يقطنها فلسطينيو الداخل”.
وأضاف مروم: “تماماً كما قبل 50 عاماً عند اندلاع حرب تشرين”، لافتاً إلى أن “هجوم (اليوم) كان مخططاً له بشكل مسبق”.
من جهته، جزم المعلق العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل بأن “الاستخبارات الإسرائيلية فوجئت بالهجوم”، مشيراً إلى أنّ حركة حماس نفذت هجومها وتوغلها في العمق الإسرائيلي تحت غطاء إطلاق الصواريخ.
وأشار هارئيل في تقرير نشره موقع الصحيفة إلى أنه لم تكن هناك تقديرات استخبارية مسبقة تشير إلى إمكانية شن هجوم من هذا النوع، ولم يجر تعزيز القوات المتمركزة على الحدود استعداداً له.
وأكد أن قادة الأجهزة السياسية والعسكرية في إسرائيل تعرضوا لصدمة كبيرة بعد الهجوم المفاجئ من “حماس”.
وأضاف: إن “معظم قادة الأجهزة الاستخبارية قدروا أن حركة حماس معنية بشكل أساسي بتعزيز حكمها في القطاع وأنها غير مهتمة بمواجهة مع إسرائيل في هذا الوقت تحديداً، وهو ما تبين أنه افتراض غير واقعي”.
وحسب ما أورده هارئيل، فإن حركة حماس استخدمت القصف الصاروخي المكثف غطاءً لوحداتها العسكرية التي تسللت إلى العمق الإسرائيلي، وذلك على الرغم من وجود منظومة “الجدار الواقي” التي أطلقتها إسرائيل على طول الحدود مع قطاع غزة قبل أربع سنوات.
وأوضح هارئيل أن توظيف مقاتلي “حماس” وسائل متقدمة في عمليات التسلل وارتداءهم زي جنود الاحتلال كانا أحد الأسباب التي سمحت لهم بالتجاوز من دون اكتشاف.
وفي السياق نفسه، أيّد معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “هارتس” يوسي ملمان الآراء السابقة بشأن مدى تشابه المفاجأة التي واجهتها إسرائيل في هذا الهجوم مع تلك التي واجهتها في بداية حرب عام 1973، واصفاً تصرف “حماس” بأنه مشابه لتصرف سورية ومصر في ذلك الزمن.
وأضاف ميلمان، في تغريدته على “إكس”: “كما حدث في يوم الغفران، فوجئت إسرائيل، وحماس تصرفت بشكل مماثل لسورية ومصر حينها، فأجرت مناورة وعبر مقاتلوها الحدود تحت غطاء تلك المناورة”.
وعبّر ميلمان عن انتقاده لاستجابة إسرائيل البطيئة في هذا السياق، مشيراً إلى أن هذا يشير إلى نقص في المعلومات الاستخبارية لدى جيش الاحتلال، لافتاً إلى أن رسائل الجيش بعد مرور ساعات على بدء الهجوم كانت “غامضة”.
من جهته رأى الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان أن “الجِنرال الضيف قالها بهُدوءٍ، واختصارٍ شديد “اليوم يوم المعركة الكُبرى لإنهاء الاحتِلال الأخير على سطح الكُرة الأرضيّة، ومُعلناً إطلاق 5000 صاروخ دُفعةً واحدةً في عدّة دقائق لتدشين هذا الهجوم المُبارك”، أمّا أبو عبيدة فجسّد المشهد بقوله “إسرائيل تتهاوى أمامنا و”طوفان الأقصى” (اسم العمليّة) يجري كما هو مُخطّطٌ له”، وتهاوت أمامهما وقوّاتهما كُل القبب الحديديّة ومقالع داوود وطائرات الشّبح.

على الأرض وفي مُستوطنات غِلاف غزة المُغتصبة، تحقّقت المُعجزة الأكبر في زمنٍ عربي استحالت فيه المُعجزات، وشاهدنا دبّابة “ميركافا” ذليلةً مُهانةً في مُستوطنات غِلاف غزة، وعاجزةً عن حِماية مُستوطنيها، ورجال المُقاومة يجرّون جِنرالاتها وجُنودها مِنها مِثل الخِرفان يتوسّلون الرّحمة، وفي مشهدٍ آخَر رأينا المُستوطنين يهربون من دون هدَى في حالةٍ من الذّعر والرعب غير مسبوقة، ويُصدرون صرَخات النّجدة من دونَ مُجيب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار