الحدود ستبقى مفتوحة

تحاول الولايات المتحدة الأميركية أن تغلق الحدود بين سورية والعراق، وقد فعلتها أكثر من مرة سابقاً، وتعمل على استمرار القطيعة بين البلدين وتكريس هذه القطيعة حتى تجعل من احتلالها واقعاً مستداماً، ما يتيح لها الاستمرار في نهب الثروة النفطية السورية وتأمين وصولها إلى قواعدها في العراق.
ومنذ أن فُتحت الحدود بين العراق وسورية وواشنطن تعمل على إغلاقها، وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى منع التواصل الإيراني – السوري براً، وتتذرع بأن إيران تمدّ المقاومة الوطنية اللبنانية «حزب الله» بالأسلحة عن طريق هذا المعبر، وعملت مؤخراً على زيادة وجودها العسكري في الجزيرة، ودعمت ميليشيا «قسد» لاستمرار وجودها في أكثر من منطقة في محافظة دير الزور.
من جانب آخر تساند ميليشيا «قسد» في وجه تحرك العشائر العربية للتخلص من الاحتلال الأميركي، فالهبّة الشعبية العربية هذه الأيام في وجه الاحتلال الأميركي أزعجت قوات الاحتلال الأميركي، لأنها أخذت شكل مقاومة عنيفة ضد الاحتلال واكتسبت تاييداً واسعاً من الأهالي، وتخشى قوات الاحتلال الأميركي من أن تتوسع ويصبح بمقدورها طرد الاحتلال وتخليص الجزيرة منه ووقف عمليات النهب للثروات السورية من نفط وأقماح على مدى أكثر من عشر سنوات.
وتعمل واشنطن على تخريب أي تقارب سوري- عراقي، وتعتبر أي خطوة في هذا الاتجاه من المحرمات، وأكثر ما أزعجها هي الزيارة التي قام بها مؤخراً محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي إلى دمشق، وحاولت التشويش عليها بشتى الطرق حتى لا يكون هناك أي نتائج عملية على أرض الواقع.
محاولات واشنطن لتكريس القطيعة ببن العراق وسورية لم تتوقف، وفي الآونة الأخيرة زادت من هذه المحاولات بعد أن تبين لها جدية التواصل بين البلدين وعقد اتفاقيات بينهما في ضوء زيارة السوداني إلى دمشق، ولن تستطيع الولايات المتحدة الأميركية تكريس القطيعة وإغلاق الحدود، لأن هناك إرادة قوية لدى البلدين لتطوير العلاقات في شتى المجالات مهما كانت الظروف.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار