نفذت نجلاء المنقوش وزيرة خارجية ليبيا قبل إقالتها اجتماعاً في روما مع وزير خارجية الكيان الصهيوني لمدة ساعتين على أن يبقى هذا الاجتماع سرياً لكن الإذاعة الإسرائيلية فضحت السر وأذاعت الخبر بما يوحي باقتراب التطبيع بين ليبيا والكيان المحتل .
فوجئت المنقوش والحكومة الليبية بردود الفعل الغاضبة من الجماهير الليبية التي تظاهرت أمام منزل المنقوش ما دفع رئيس الوزراء الليبي إلى إقالة الوزيرة المنقوش وتسهيل تهريبها إلى تركيا تحاشياً لتفاقم الغضب الشعبي وخوفاً على حياة الوزيرة التي ردت على أنها لم تتصرف من عندها للاجتماع مع الوزير الإسرائيلي وإن ما تم كان بعلم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي حاول التنصل من الأمر عندما اتسعت الاحتجاجات في الشارع الليبي وتحميل المسؤولية لوزيرة الخارجية التي نفت التهمة جملة وتفصيلاً .
لقد وجد رئيس الحكومة نفسه في الزاوية عندما عادت المنقوش وأعلنت أن لقاءها بالوزير الإسرائيلي قد تم بمعرفة الدبيبة الذي لم ينفعه إنكار ذلك بعد أن ساعد المنقوش باللجوء إلى تركيا وإرسالها بطائرة خاصة إلى هناك حماية لها من الغضب الشعبي المتعاظم ولولا تدخل رئيس الحكومة بصورة مباشرة لما استطاعت المنقوش التهرب من العقوبات .
وكشفت حادثة اللقاء بين المنقوش والوزير الإسرائيلي حجم الرفض الشعبي الليبي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي بعد أن ظن حكام طرابلس أن الظروف قد أضحت مهيأة لإقامة علاقات مع تل أبيب التي علقت آمالاً عريضة على اللقاء الذي أرادته أن يكون علنياً لتوسيع دائرة المطبعين مع الأنظمة العربية ولاسيما أن ليبيا كانت من أكثر الدول رفضاً للتطبيع .
ما من شك أن ما جرى مع المنقوش وجه صفعة لكل المطبعين وعزز موقف الرافضين للتطبيع وأعاد الأمور إلى الوراء في وقت حسب فيه قادة العدو أن مسيرة استكمال دائرة التطبيع قد اقتربت من نهايتها وبدأت تتعالى الأصوات في ليبيا لمحاسبة المنقوش وكل من كان وراء قرار لقائها بالوزير الإسرائيلي الذي افتضح أمره حتى إدارة بايدن كانت منزعجة من نشر أخبار هذا اللقاء واحتجت الخارجية الأميركية على الحكومة الإسرائيلية لنشرها خبر اللقاء .
د.تركي صقر
90 المشاركات