عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بجنوب إفريقيا تحاضر عن دور النساء بالتحول السياسي والاقتصادي
تشرين – دينا عبد:
أعربت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا رينيفا فوري عن صادق تضامن حزبها مع شعب سورية.. “الحزب يحيي شجاعتكم لأنكم تحبطون العدوان الإمبريالي المتواصل والإجراءات القسرية أحادية الجانب واللاشرعية المفروضة عليكم”.
،جاء ذلك في محاضرتها التي ألقتها في مقر اتحاد الكتاب العرب، حيث أشارت إلى أن جنوب إفريقيا يحتفل بالمرأة في شهر آب من كل عام، وكانت بلادنا في ظل نظام الفصل العنصري مقسمة إلى جنوب إفريقيا رئيسية ودول منفصلة قائمة على أساس عرقي ومخصص للسود مع شيء من الحكم الذاتي، وأشارت إلى أننا ندرك أن الأعراف والمواقف والثقافة تمتلك تأثيراً مهماً على السلوك فإننا ننطلق من القول إنها بالأساس مرآة لأنماط الإنتاج السائدة حتى لو كان بعضها يتسم ببطء التغيير مع بعض الممارسات المستمرة.
وبحسب المحاضرة فوري وبالنظر إلى تجذر الأبوية في أنماط إنتاج معينة فإننا نحاجج بالقول إنّ من العسير اجتثاثها على نحو كامل من دون معالجة نمط الإنتاج ذاته، ولا يمكن بصورة متبادلة تحدي نمط الإنتاج من دون مشاركة المرأة الكاملة وعليه فإن هناك ترابطاً بين النضال العرقي والنضال الطبقي.
إضافة لما سبق فقد لخصت فوري مقاربة الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي لقضية المرأة / الجنس في إنشاء هيئة تنسيق جنسانية/ تضع إستراتيجية وتراقب إدماج مقاربتنا الماركسية اللينينية للنضال ضد الأبوية وتقدير تعقيدات التقسيم للعمل والتفاوت الجنساني وعلاقات السيطرة الأبوية القائمة في جنوب إفريقيا الديمقراطية من خلال وضعها في سياق الثورة الديمقراطية الوطنية ونظرية ثالوث استغلال النساء.
ولتاريخ القمع كانت لها محطة حيث بيّنت أنه يمكن تتبع وجود الإنسان الحديث في المنطقة المعروفة حالياً باسم جنوب إفريقيا إلى حوالي ٣٠٠ ألف سنة كانت فيها مجتمعات الصيادين وجامعي الثمار والرعاة، وأنشئت أول مستوطنة استعمارية دائمة في منتصف القرن السابع عشر على يد شركة رأسمالية تجارية هولندية هي شركة جزر الهند الشرقية.
وبيّنت خلال محاضرتها أن جنوب إفريقيا صنع الفصل العنصري بوصفه استعماراً ذا نمط خاص أو استعماراً داخلياً، فحين حصولنا على استقلالنا من بريطانيا عام ١٩١٠ تم نقل السلطة إلى المستوطنين الاستعماريين فقط استثناء الجنوب أفارقة السود وجرت إدامة وتعزيز مثالب الاستعمار التي طالت الأغلبية غير البيضاء؛ وتم استحداث نوع جديد من الاستعمار يحيل فيه القامعون ذات الأرض التي يعيش عليها المقموعون ويعيشون جنباً إلى جنب؛ وأشارت إلى أننا حين نشهد تجارب الفلسطينيين نجدها مماثلة لتجاربنا في التعرض للضرب المبرح والتعذيب والقتل ليس لشيء إلّا أننا احتججنا على الإهانة وانعدام الإنسانية.
وختمت محاضرتها بالقول إنّ نساء حركة (ساندنيستا) اليسارية في نيكاراغوا صاغت عبارة(الاستغلال الثلاثي للمرأة) وتبنتها بوصفها توصيفاً صائباً لقمع النساء السوداوات في ظل نظام الفصل العنصري وأدى توسيع الاستعمار العنصري إلى تجذير القيمة المجتمعية التحقيرية الملصقة بالنساء وعلاقات القوة المشوهة الناشئة عن هذه القيمة.
وعطفاً على نظريتنا حول الاستعمار ذي النمط الخاص عانت النساء الجنوب إفريقيات السوداوات من استغلال ثلاثي أساسه الطبقة والعرق والجنس الذي تنتمي إليه.