فشلت مجموعة «إيكواس» في إعادة الرئيس النيجيري محمد بازوم إلى السلطة وبدلاً من ذلك طلبت حكومة الانقلاب النيجرية محاكمة الرئيس بتهم كثيرة الأمر الذي قلب الطاولة بوجه فرنسا والدول الأوروبية في استمرار التحكم في القارة الإفريقية ومقراتها من خلال أنظمة فاسدة تقدم ثروات بلادها مجاناً للدول الغربية لقاء بقائها في السلطة.
فثروات النيجر وخاصة اليورانيوم تنهبها فرنسا جهاراً نهاراً، وعندما قام الانقلاب وأوقف تصدير هذه المادة جُنّ جنون باريس وألّبت الاتحاد الأوروبي ومجموعة إيكواس على الحكومة النيجيرية الجديدة واستَجْدَت وقوف دول العالم في وجه الانقلاب ورفض الاعتراف به، ولكن من دون جدوى حتى الدول الإفريقية والإيكواس لم يتفق رؤوساء أركانها على إدانة الانقلاب ومواجهته وفرض العقوبات عليه ووقفت دول إفريقية عدة إلى جانبه ولاسيما مالي وبوركينا فاسو.
ظنت فرنسا أنها قادرة على نهب الثروات الإفريقية ولاسيما اليورانيوم من النيجر للأبد ولذلك لم تصدق أن بوسع الانقلابيين في النيجر أن يقفوا بوجهها ووجه مجموعة «إيكواس» ووقف تصدير اليورانيوم الذي تعتمد عليه فرنسا بشكل أساسي لتوفير الطاقة، ويشكل الانقلاب في النيجر أقوى ضربة للوجود الاستعماري في القارة السمراء.
ومن المحتمل بعد انقلاب النيجر أن تكرّ السبحة وتتحرر إفريقيا من الاستعمار الفرنسي والاستعمار الغربي بشكل عام، فالشعوب الإفريقية عانت الكثير من نهب وسلب فرنسا والدول الأوروبية لمقدراتها وحان الوقت للتخلص من عقود من الاستعمار البغيض وإعادة ثرواتها إلى شعوبها ولن يستطيع الاتحاد الأوروبي والإفريقي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
بنجاح انقلاب النيجر فإنّ قوى الاستعمار الأوروبي ولاسيما الاستعمار الفرنسي ستخسر القارة الإفريقية بكاملها وتصبح العودة إلى الوضع السابق مستحيلة ودول «إيكواس» والأنظمة الإفريقية الأخرى بما فيها الدول الأوروبية وجدت نفسها أمام الحائط، فالنظام النيجيري الجديد يمضي سريعاً في فك الارتباط بالمنظومة الإفريقية المرتبطة بالقوى الأوروبية وهو مصرّ على طرد فرنسا من بلاده وحتى من إفريقيا كلها، ويجد تأييداً شعبياً واسعاً كما يجد دول إفريقية عدة تقف إلى جانبه، فالقارة الإفريقية كلها لم تعد تقبل بالوجود الغربي والنهب الاستعماري بعد الآن.
tu.saqr@gmail.com