رؤية أبعد في المستقبل
“رؤيتنا كانت الدفاع عن المصالح السورية وعن سورية في وجه الإرهاب، وعن استقلالية القرار السوري فلو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نبني ونتبنى السياسة نفسها..” هكذا بصراحة وشفافية وشجاعة لطالما اتصف بها السيد الرئيس بشار الأسد كشف عن كلمة السر التي أذهلت كل من وقف بوجه سورية ..كل الحشود والأموال والإرهاب والزخم الأمريكي والغربي والعقوبات ..كيف لم تكسر الدولة السورية..
كلمة السر في الصمود هي الوعي للمخطط لم نسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لنا في الخارج.. الوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أو آجلاً..
كانت مقابلة السيد الرئيس مع قناة «سكاي نيوز عربية»..عناوين عريضة تطرح الحلول من قلب أشد الأزمات وطأة على الشعب السوري، ما يدفعنا نحن كسوريين إلى المشاركة في دعم وتنفيذ الرؤية الوطنية للسيد الرئيس .
واليوم نحن على أبواب رؤية أبعد في المستقبل ربما لأنّ المستقبل القريب هو وقت زراعة وعمل وليس موسم حصاد، والأمر يتطلب الكثير من الصبر والقدرة على التحمل، ليس هذا كلام إنشاء ومن لديه وقت لسماع الإنشاء؟! لكنه الوقت الذي باتت الحاجة ماسة إلى نموذج جديد في العمل والتفكير ! يعتمد على الواقع ولا ينكر الحقائق يقول بوضوح وشفافية لدينا إجراءات خاطئة تؤدي إلى تفاقم الفساد والمشاكل، وعلينا أن نتصدى لها ..لا أن نتجنبها!!!
إنّ الإصلاح الحقيقي اليوم لم يعد يقتصر على المخططين والخبراء الذين يجلسون في صوامعهم ويرسمون خطوط الطول والعرض كي تسير عليها قوافل الإدارة والموظفون والمواطنون مع وجود بعض الاستثناءات لتقريب المصالح لمن هواهم يكتم أنفاس الآخرين؟
التفكير الجديد الذي أطلقه السيد الرئيس ينطلق من مشاركة كل فرد صغير أو كبيرأو فقير أوغني في العمران والإصلاح، والمشاركة تكون بالفكر والعمل قبل كل شيء! ربما بات على المعنيين فهم العلاقات بينهم وبين من يتعاملون معهم على صعيد الإدارات أو المواطنين كيف تفكر الجهات المعنية؟ وكيف يفكر المواطنون أو الإداريون؟ لماذا تفعل الجهات المعنية ما تفعله؟ ولماذا يفعل المواطنون أو الموظفون ما يفعلونه؟
إنّ النماذج الجديدة في التفكير، والتي يلحظها السيد الرئيس في نشاطاته ولقاءاته تعتمد البعد الإيجابي والمصالح الوطنية العادلة، والتي استطاعت في الكثير من الدول التي عصفت بها الأزمات إيجاد حلول إبداعية لمشاكلها التي تبيّن أنّه لا يوجد شيء عصي على الحل ما دام الجهد مُنصّباً على زيادة قوة البلاد، وتحسين معيشة الأفراد ولحظهم بكل المقترحات، والاستماع لهم وعدم احتقار الضعفاء والفقراء، وهم الأغلبية الساحقة وإنما الانحياز لدعمهم من خلال التركيز على المشاريع والخطط التي تحسن من أحوالهم وظروفهم المعيشية.
الرؤية البعيدة في المستقبل تركز على تحقيق تنمية شاملة تصل حتى آخر قرية وتحارب الفساد، بحيث تكون الإدارات الحكومية نموذج يقتدى به بالتواضع وعدم هدر المال العام وتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم مشاريع الشباب والنهوض بالتعليم وتقديم الرعاية الصحية لمن لا يملكون ثمن بطاقات التأمين الصحي الذهبية والفضية والبرونزية!
لم تعد طريقة الإدارة الهرمية وإعطاء الأوامر بتدفق وحيد الاتجاه مجدياً، وصار للمواطن منبره الخاص عبر صفحات التواصل والمواقع الاجتماعية فلم يعد الانتظار أمام أبواب المعنيين ذا قيمة، فهناك صفحات الدردشة والتغريدات تنشر الغسيل كله.. والكل تحت سقف العدالة.