سيّدات رائدات في عالم الأعمال.. تمكين المرأة وتثقيفها ضمن ورشة عمل سفارة جنوب إفريقيا
تشرين – بارعة جمعة:
من عمق الإرادة تبدأ الإنجازات، فكانت المرأة أنموذجاً للبطولة والكفاح رغم الصعوبات المحيطة بها، نماذج لم تغب عن بال أحد، سطرت الكثير من الصور المشرقة في تاريخ النساء، بمن فيهن نساء جنوب إفريقيا، ممن وقفن في وجه الفصل العنصري، الذي دون هذا النضال في احتفالية يوم المرأة في جنوب إفريقية، وضمن ورشة عمل افتراضية مشتركة لنساء سورية وجنوب إفريقيا برعاية من السفير باري غيلدر وبحضور سيدات أعمال سوريات في فندق الفورسيزون بدمشق.
عشرون ألف سيدة من جنوب إفريقيا رفضن القمع، في ظل سيادة قانون الفصل العنصري عام 1956، فكانت الاحتجاجات المنددة بفرض تصاريح مرور للسيدات في المدن باكورة النهوض للمرأة في جنوب إفريقيا وفق تصريح سفير جنوب إفريقيا في سورية باري غيلدر لـ «تشرين» حول مناسبة قيام الورشة المشتركة، التي تهدف بالدرجة الأولى لاستعراض الصعوبات التي تواجه كلا النموذجين، حيث قامت سيدات من الجنوب الإفريقي ومعظمهن من العرق الأسود إضافة لسيدة من فنزويلا بالحديث عن هذه الصعوبات التي واجهتهن في أعمالهم التجارية، حتى بعد الخروج من نظام الفصل العنصري، آملاً – والحديث للسفير باري غيلدر- أن يكون هناك بعد المشاركات من الجانبين أن يستمر التواصل لمشاركة الخبرات بينهما.
مساهمة المرأة لجانب الرجل مهمة أيضاً، كما أنها شاركت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما كان لها دور عبر التاريخ في إيقاف الحروب، توصيف قدمته السيدة شكرية مقداد عقيلة السيد وزير الخارجية والمغتربين د.فيصل المقداد عبر حديثها مع «تشرين»، مؤكدة ضرورة تمكين المرأة لبناء المجتمع الذي تشكل نصفه، ما يفرض على الدول والمجتمعات المحلية والدولية مساعدتها أيضاً لتقاوم وتدافع عن حقوقها دون انتظار أحد.
اللقاء مهم جداً، لتشابه ظروف الحرب والمعاناة بين الطرفين برأي السيدة سونيا خانجي رئيسية لجنة سيدات العمل في غرف التجارة، إلّا أن المفارقة تكمن في ما قدمنه نساء جنوب إفريقيا من تجارب بوساطة تكنولوجيا عالية الدقة، شارحةً عبر حديثها مع «تشرين» الإقبال الكبير من النساء على التقدم للأكاديمية السورية للتكنولوجيا، ما يثبت مدى قابلية المرأة السورية للتقدم وتقوية نفسها بهذا المجال، وهو أمر يفرض على الجميع مساعدتها لبناء مجتمع كامل.
للمرأة حق المشاركة وإبراز دورها، حق ضمنه الدستور لها وأعطتها القوانين حرية العمل به وفق تصريح وريف الحلبي من دائرة الإعلام في وزارة الخارجية، في سورية ومنذ القدم للمرأة دور بارز في كافة المجالات، وصولاً لتمثيلها سياسياً، كما سبقنا الدول العربية بتقلد هذه المناصب فكانت السيدة نجاح العطار مثالاً للمرأة الناجحة، وكلنا أمل أن يبقى للمرأة السورية هذا التقدم الذي عهدناه دائماً.
التعاون وتبادل الخبرات بين الدول التي تعرضت لصراعات وحروب وضغوط اقتصادية ضروري لتنمية المرأة وفق توصيف رئيس مجلس أمناء مؤسسة «هنا هويتي» ماريا سعادة لأهمية الورشة، فالمرأة السورية بعد الحرب شكلت 75% من المجتمع العامل في المجال الاقتصادي، وبالتالي لا بدّ من تمكينها وتطويرها لحاجة المجتمع والدولة لمشاركتها، إضافة إلى أن عكس تجربة المرأة التي اتصفت بالإبداع ضروري، مطالبةً بتعديل القوانين الخاصة بالمنظومة التشريعية التي تمنح الحقوق لها، فلا يمكن الحديث عن أي تنمية للمجتمع من دون إصلاح حقيقي لعمق قوانين الأحوال الشخصية، فالاختيار الحر بكل شيء ونشر ثقافة المرأة بكل البيئات هو الحق الطبيعي لها.