زادت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة من وجودها الإرهابي في سورية، على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى تقليص هذا الوجود المرفوض، حتى إنها بدأت تُحرك الجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات جديدة في التنف والجزيرة، في توجه ينمُّ عن نيات أميركية بالاستمرار في نهب الثروات السورية ودعم الميليشيات الانفصالية في توجهها لإقامة كانتونات على حساب وحدة الأراضي السورية واستقلالها.
ومنذ اللحظة الأولى لوجودها في سورية عمدت قوات الاحتلال الأميركي إلى نهب النفط السوري من خلال نقله بالشاحنات يومياً إلى القواعد الأميركية في العراق، وهذا كذّب مزاعم واشنطن بأنها جاءت إلى سورية لملاحقة الجماعات الإرهابية، وتأكد أن مجيئها كان بهدف مساندة العصابات الإرهابية وسرقة الثروات السورية من نفط وغاز وأقماح ودعم المشروع الانفصالي التقسيمي في سورية.
ومهما يكن من أمر فإن الاحتلال الأميركي القائم على مساندة الإرهاب ودعمه لن يكون قادراً على الاستمرار في ظل تنامي حركة المقاومة الشعبية وتوجيه الضربات المتتالية للعصابات الإرهابية سواء انطلقت من التنف أم من قواعد الاحتلال في شرق الفرات. ونتيجة تعاظم المجابهة بين قوات الاحتلال والمقاومة استقدمت واشنطن قوات إضافية لوضعها في الجزيرة السورية ونشرها في قاعدة التنف، فيما كانت تدعي أنها ستقلل من هذا الوجود، وألمحت أكثر من مرة إلى نيتها بالانسحاب من سورية وطبعاً هذا كذب مفضوح، فواشنطن تطيل أمد الأزمة في سورية لكي يطول احتلالها للأراضي السورية ويطول كذلك نهبها وسرقتها للثروات السورية.
نحن على قناعة بأن الاحتلال لا يمكن أن يزول إلا بالمقاومة.. وزيادة الوجود الأميركي في سورية في الآونة الأخيرة دليل على أن لا نية لدى الإدارة الأميركية بسحب قواتها من سورية، وهي لن تسحب هذه القوات إلا تحت ضربات المقاومة، وهذه الحقيقة لم تغب لحظة واحدة عن أذهاننا في سورية، ولذلك نولي اهتمامنا الأول والأهم لدعم المقاومة وتمكينها من الوقوف في وجه الاحتلال وتحرير الأرض مهما كان الثمن.
tu.saqr@gmail.com
د.تركي صقر
90 المشاركات