اعتداء القرم! 

ما زالت إدارة بايدن تؤجج نيران الحرب في أوكرانيا بكل الطرق والوسائل، وللمرة الثانية تحرض نظام كييف على ضرب جسر القرم وهذا العدوان أدى إلى تعطل المرور على الجسر ومقتل شخصين وزيادة التوتر والصراع، وتسعى واشنطن إلى استمرار الحرب وسفك الدماء ومنع أي فرصة للمفاوضات أو الوصول إلى حل بين الطرفين .

وبعد أن فشل الهجوم المضاد الذي ترعاه الإدارة الأميريكية على القوات الروسية أوعزت إلى زيلينسكي بالعودة إلى فتح جبهة القرم لرفع المعنويات التي انهارت نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات كييف على مختلف الجبهات، وبات من الصعب الاستمرار في الهجوم بعد أن أبدى الجانب الروسي قوة كبيرة في إحباط هذه الهجمات وصدها وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف قوات زيلينسكي.

ومع أن إدارة بايدن وحلفاءها من الأوروبيين قد زادوا من تمويلهم وتسليحهم لنظام كييف بأحدث الأسلحة والمعدات إلا أن ذلك لم يؤثر على ميزان القوة الذي بقي راجحاً لصالح القوات الروسية وتفوقها في كل الجبهات، بل إن خسائر قوات كييف زادت عن السابق ومع ذلك تمنع إدارة البيت الأبيض أي وقف لإطلاق النار أو هدنة بين الطرفين، فهي مع استمرار الحرب حتى آخر جندي أوكراني.

ممنوع الاقتراب من الحلول في الحرب الأوكرانية لأن واشنطن ترى فيها فرصة لإضعاف روسيا وإبعادها عن المنافسة القطبية، لذلك هي من يُغذي نيرانها كلما خمدت، وكانت تنتظر بفارغ الصبر أن ينجح الهجوم المضاد ضد القوات الروسية الذي فشل فشلاً ذريعاً ولم يبق أمامها سوى المحافظة على سخونة الجبهات وتكرار الاعتداء على شبه جزيرة القرم الذي لم يحقق للقوات الأوكرانية أي تقدم.

لا يوجد في الأفق أي فرصة لتغيير المعادلة على الأرض في المعارك الدائرة في أوكرانيا إلا لصالح القوات الروسية وخاصة بعد فشل الرهان على انقلاب فاغنر حيث عادت القدرات الروسية أقوى مما كانت عليه سابقاً ولا يُنتظر أن تحقق قوات زيلينسكي انتصاراً من أي نوع على القوات الروسية رغم الدعم المتزايد واللامحدود لنظام كييف، وتصر إدارة بايدن على استمرار الحرب رغم الخسائر الفادحة اليومية.

الاعتداء على جسر القرم يُظهر النوايا العدوانية المستمرة من قبل واشنطن على الشعبين الروسي والأوكراني ومنع أي فرصة لنزع فتيل الصراع بينهما وهذا ما رأيناه في تعطيل واشنطن لأي مبادرة لإيقاف الحرب وما تغذية واشنطن وحلفائها الغربيين بالسلاح والمال ودون توقف لنظام كييف إلا سياسة ممنهجة لإطالة أمد الحرب على أمل تركيع روسيا واستسلامها وهذا لن يكون قابلاً للتحقيق بأي شكل من الأشكال.

tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار