هل تملك العين السادسة؟

ما يحدث في مجتمعاتنا تجاوز كل أفلام الأكشن، الكثير من الهرولة نحو المصالح الشخصية، وإن كان على حساب المؤسسة أو العائلة أو الجوار أو… الفساد صار يمتد على الجدران والطاولات والكراسي، وينخر ببطء في علاقات وأخلاقيات الناس وضمائرهم، وبات الحصول على المال بأي وسيلة هاجساً لدى الأكثرية، فالمعيشة استهلاكية بكل ما تعنيه الكلمة، والهشاشة النفسية والضعف يعتري الصحة، فيزيدها ذبولاً، والسؤال كيف تمضي بنا الحياة هذه الأيام ؟

الكاميرا السادسة تحقق العدالة، وتنتصر من الأشرار إلى درجة تجعل البطل يتحول من سارق ومخادع ومحتال، إلى شرطي ليتحدى من جديد مافيا الجريمة .

ما تقوله السينما عبر هذه الأفلام التي قد تبدو من الوهلة الأولى من نسج الخيال، هو من صميم الواقع، لكن شاهد العيان بسبب الخوف ممّا قد ينتظره على أيدي العصابات، يفضل أن يقول شهادته على طريقة الأكشن، ومن خلف الشاشات ليوصل رسالة مفادها نحن نعرف الفاسدين .

يبدو عندما يكون الهزل هو عين الجد، ويكون على الكلام رقيب عتيد، ويصير الضحك هو رقصة الجريح المتألم، فيكون الحل هو الهروب والقفز إلى الشاشة الفضية، طبعاً ليس بقصد الانتحار ! وإنمّا إلى عالم الكاميرات والأضواء، حيث عالم السينما عالم يجعل الخيال ممكناً، والممكن المتلعثم طليق اللسان، ومَن لا يجرؤ على البوح بالمستور, يظهر علناً ليشرح لنا بالصوت والصورة والموسيقا ما كنا نخشى حتى تصوره، إنّه قصة من قصص الكاميرا السادسة، التي تغوص في الواقع لتكتشف بحسها المرهف ما لا يقال عن الفساد، حيث يطالعنا البطل بعد أن انتحر والده الذي فقد عمله بسبب لؤم مدير المصرف بإصداره قرار الحجز على السيرك، وبيعه بالمزاد العلني لسداد القرض المتأخر، وعلى غير المتوقع يظهر البطل الموهوب والخارق، كرمز إنساني فهو يستولي على أموال الأغنياء والفاسدين ويعطيها للفقراء، ويقوم مقام القضاء ومحكمة العدل فيصحح الانحرافات على طريقته “البوليوودية” .

ويحاول مخرج الفيلم أن يعرض لنا الأسباب التي دعت البطل الفاسد إلى محاربة الفساد بالفساد، وفي مقدمتها أنّ الفاسدين هم من مافيا المال والمخدرات والجريمة، ولهم طرقهم في إرهاب أصحاب الضمائر من الشرفاء الذين يمتلكون السلطة، أما الفاسدون الصغار فهم أشبه بالخدم المأمورين الذين ينفذون ما يطلب منهم، ثم يكون مصيرهم السجن أو التضحية بعائلاتهم ومستقبلهم لإنقاذ الفاسدين .

بعد إشارة النهاية، يصفق المشاهد طرباً لأنه أخيراً تخلص من العبء الثقيل الذي يحمله .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار