بايدن والقنابل العنقودية

فشلت أسلحة بايدن وحلفائه الغربيين في إحداث خرق في حرب أوكرانيا، وكادت مخزونات الأسلحة الغربية أن تنضب من دون أن تحقق نجاحاً يُذكر في تغيير مجريات الحرب الجارية في أوكرانيا، ورغم أنّ واشنطن مع الدول الأوروبية ضخوا مئات الأطنان من الأسلحة المتطورة إلى نظام كييف خلال خمسمئة يوم منذ بدء الحرب الأوكرانية، فضلاً عن مئات الخبراء العسكريين الأجانب الذين قادوا المعارك، إلّا أنّ هذا كله لم يحقق أيّ تقدم لقوات زيلنسكي.

أمام هذا الواقع عمدت الإدارة الأمريكية التي تقود الجبهة المعادية لروسيا إلى تقديم القنابل العنقودية، وهي المُحرّمة دولياً لقوات زيلنسكي أملاً بتغيير ميزان القوى، وترجيح قوة كييف على القوات الروسية، وحسم المعارك القادمة، واعترف جو بايدن أنّ تزويد قوات زيلينسكي بالقنابل العنقودية، كان قراراً صعباً بالنسبة له لأنه يعرف أنّ هذا مرفوض دولياً، وأنّ أكثر من مئة وأربعين دولة صوتت في الأمم المتحدة ضد استخدام هذا السلاح، بما فيها معظم الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن.

صحيح أنّ الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت هذا السلاح المُحرّم دولياً في العراق، وكان قراراً مُداناً من دول العالم، وخاصة أنّه خلّف كوارث في العراق لا تزال ذيولها ومآسيها مستمرة حتى الآن بين المواطنين العراقيين، ومع ذلك تعيد إدارة بايدن هذه الجريمة في أوكرانيا التي لن تضر بالقوات الروسية فحسب، وإنما ستلحق الأذى بالطرفين الروسي والأوكراني ولسنوات طويلة.

وليست خطة واشنطن بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية بريئة أو من أجل أن تحقق كييف انتصارات على روسيا، بل إنّ قرار بايدن تمليه مصلحة «البنتاغون» في التخلّص من المخزونات القديمة، والتي ستكون عسيرة بسبب الطبيعة المحظورة لهذه القذائف، والظاهر أنّ «البنتاغون» يبدي اهتماماً بالتخلّص من هذه القنابل لصعوبة بيعها، لأن العديد من الدول قد حظرتها بموجب اتفاقية دولية صدقت عليها أكثر من مئة وأربعين دولة كما ذكرنا آنفاً، إضافة إلى أنّ واشنطن تريد تطوير أسلحتها العنقودية، فالمسألة استغلال أمريكي فاضح للوضع في أوكرانيا، وتجريب الأسلحة الفتاكة بالأوكرانيين.

حتى باستخدام القنابل العنقودية لن تحرز كييف تفوقاً على القوات الروسية، وما تسعى إليه إدارة بايدن هو إطالة أمد الحرب، واستنزاف روسيا بكل أنواع الاستنزاف، ولذلك تعطّل أية مبادرة للتفاوض بين الطرفين، وتستمر في إذكاء نيران هذه الحرب ما دامت تجلب لها المليارات على حساب دماء الروس والأوكرانيين.

tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار