«العنقودية» المحلّلة لأميركا فقط؟!

رغم الاعتراض الدولي والتنديد الروسي، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية أصرت على تزويد النظام في أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرّمة دولياً، على الرغم من حظر استخدام أو إنتاج أو نقل أو تخزين هذا النوع من الأسلحة، وبذلك تكون الحرب الروسية – الأوكرانية قد دخلت منحى جديداً.
من هنا.. وبعد أن فرضت الحاجة العسكرية نفسها لتسليم النظام في كييف هذه القنابل العنقودية، رغم أنها محرّمة دولياً، وهو ما لم يمنع القيادة العسكرية ووزارة الدفاع الأمريكية من التوصية بتسليمها لكييف، لكن التساؤل ما هذه الحاجة العسكرية التي فرضت هذا الأمر الاستثنائي وغير المنطقي وغير الأخلاقي، بل المحرّم دولياً؟
لقد كشف القرار الأميركي، عن حجم تخوف واشنطن على وضع الجيش الأوكراني بعد فشل الهجوم الذي أعدّته واشنطن وكييف خطوة خطوة، لجهة انتهاز الجيش الروسي الفرصة مستغلاً علامات انهيار الجيش الأوكراني والقيام بهجمات كبرى تغيّر الخريطة العسكرية، كما توقعت مصادر لخبراء عسكريين يتابعون مسار الحرب وتطوّراتها، وقالت المصادر: إن زيارة الرئيس زيلينسكي إلى تركيا، تأتي في سياق المخاوف من قرب الانهيار، والتداول بفرضيات وبدائل، عشية قمة «ناتو» التي تستضيفها ليتوانيا الخائفة بزعم مفاده أن التصعيد على جبهات الحرب يطولها من جهة بيلاروس.
الأمر الثاني، حيث لا يمكننا إلا أن ننظر إلى فشل الهجوم الأوكراني الأخير على مناطق سيطرة الجيش الروسي في دونباس وزابوروجيا، وإلى ارتباط هذا الفشل بالإمكانية الكبيرة لأن يكون هذا سبب تسلم كييف هذه القنابل العنقودية.
وبالعودة إلى عمل ودور وأماكن استعمال هذه القنابل، من الواضح أن من يرميها على أي بقعة يكون قد قرر وبشكل شبه مؤكد، أن مخططاته لن تشمل الدخول إلى هذه البقعة، أقلّه في وقتها الحالي قبل إعادة تنظيفها من مخلفات القنابل العنقودية التي أثبتت التجارب أن 14 % منها لا ينفجر ويبقى يشكل خطورة على المدنيين في الأوقات اللاحقة، الأمر الذي يمكن أن نستنتج منه أن مخططات كييف المرتقبة، والتي هي عملياً وفعلياً مخططات أميركا و«ناتو» لا تلحظ أي مناورة هجومية أخرى على المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الروسية في دونباس أو زابوروجيا أو خيرسون، طبعاً إضافة لاستحالة أن يكون هناك مخطط أميركي تنفذه أوكرانيا لاستهداف أراضٍ روسية بها، لأنه لو حصل ذلك، فهو اشتباك من مستوى آخر، قد يتجاوز الوحدات الأوكرانية.
يبدو أن هناك مخططا أطلسياً لتنفيذ هجوم أوكراني مرتقب على أراضٍ يسيطر عليها الروس في أوكرانيا هذا أولاً.. وثانياً تسليم كييف هذه القنابل كي تشكل حاجزاً أو سداً فاعلاً لمساعدة الجيش الأوكراني في مناطق يمكن أن يهاجمها الروس قريباً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار