ما أدراك ما الذهب والدولار!
الأيام القادمة فسحة عيد وفسحة فرج، فرفقاً بهذا المواطن المتعب المهموم والكل يتربص به ويريد أن يعامله في البيع والشراء على حساب الذهب والدولار.. والأسعار العالمية بدءاً من علبة حليب الأطفال وانتهاءً بالبرغل والعدس والرز.. وإذا ما سألت صاحب بسطة البقدونس والنعنع لماذا ترفع الأسعار؟ يجيبك بكل برود إذا لم أبع وفق أسعار السوق فكيف سأشتري ما أحتاجه من سلع كدواء وغذاء وكل شي يُعامل حسب سعر الصرف؟
بالتأكيد ليست مشكلتنا مع المواطنين ولاسيما البعض ممن تأتيه حوالات.. فهذه مدخراتهم ولهم الحق كل الحق في الحفاظ عليها بالطريقة التي تريحهم وتهدئ بالهم.
لكن ما لا يغتفر هو طمع الطامعين وجشعهم وركلهم لكل المبادئ والأخلاق في سبيل تحقيق المزيد من الأرباح ولو على حساب وطنهم ومواطنيهم وهؤلاء ممن ينطبق عليهم المثل «لا يشبعهم إلا التراب».. ولا أعتقد أن المواطن السوري الذي يعاني من ارتفاع الأسعار والاحتكارات واللعب بالأسعار يستحق التجاهل، فحرمان الأسرة السورية من الحد الأدنى من احتياجاتها هو بسبب ألاعيب التجار والمستوردين والمصدّرين الذين يكدّسون البضائع ويتلاعبون بأسعارها.. وأكثر من ذلك تجدهم يفرضون أسعاراً أكثر بكثير من تكلفتهم الحقيقية، لأنهم يعتقدون أنفسهم أذكياء ويحسبون حساب إذا ما طرأ ارتفاع جديد على الدولار! وينسون أن الكثير من المواطنين أصبحوا بسبب الأزمات وبعد الزلزال كأنهم حفاة عراة بلا مأوى.. هؤلاء أصحاب الكروش المتخمة لم يتركوا باباً للاستغلال إلا فتحوه غير آبهين بوازع من دين أو ضمير أو إنسانية، وهؤلاء يوماً ما سيجدون أعمالهم وفسادهم في ميزانهم.. وليت شرهم يقف عند حدّ لأن الانخفاض الذي يحدث بسعر الدولار مؤخراً وتحسن الليرة السورية يعكران مصالح البعض لأنهما يفتحان الباب أمام منافسين جدد للدخول إلى السوق واستيراد بضائع تكسر احتكارهم وتحكّمهم بالبلاد والعباد في القريب العاجل بفضل الانفتاح القريب على سورية، ونعتقد أنه آن الأوان كي تتوقف الألاعيب وعليهم بيع ما هو موجود لأن الطريق لم يعد استثناءً لهم.
واليوم والدولة السورية تنفض الغبار وتعتلي منصة الفرج والانفتاح نأمل اتخاذ ما يلزم لفتح مسارات جديدة أمام رجالات الاقتصاد الشرفاء ليقوموا بواجبهم تجاه مواطنيهم ووطنهم وتأمين مستلزمات العيش الكريم التي يستحقها السوريون الشرفاء.