كلمة لا قبلها ولا بعدها

لا للاحتلال، ونقطة من أول السطر، كلمة لا قبلها ولا بعدها قالتها العشائر العربية في منطقة الجزيرة بوجه كل أشكال الاحتلال، لا لشراء الضمائر والذمم مهما كانت المغريات، فكل المغريات بائدة أمام حفظ وصون وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها.. لا لأمريكا ولمحاولتها دق إسفين بين الدولة السورية وأبنائها، فأبناؤها على نهج واحد مع الدولة، ومع الجيش العربي السوري.
حملة لا للاحتلال التي أطلقتها العشائر العربية في منطقة الجزيرة، أقسى رد فعل على المحاولات الأمريكية البائسة في شق الصفوف وتمزيق وتفتيت اللحمة الوطنية وزعزعة الاستقرار والتأثير على النسيج الاجتماعي ونهب الخيرات والثروات السورية، صحيح أن واشنطن نهبت ما نهبته من الثروات واغتالت خيرة أبنائنا بإرهابييها، لكن الشعب السوري بكافة أطيافه لا يكلّ ولا ولن يمل، بل سيبقى سياج صدّ في وجه المرامي الأمريكية مهما تطورت واختلفت الأساليب والأدوات.
إن كان الاحتلال الأمريكي يواجه بالدبابات والآليات العسكرية فأبناء الشعب السوري يواجهون هذا الاحتلال بالصوت والكلمة.. وبالصوت والكلمة يسقط المشاريع الاحتلالية، ولاسيما في العصر الراهن عصر الانتشار للصورة والصوت، فليس هيناً على «دولة عظمى» كالولايات المتحدة أن تنتشر مقاطع فيديو تتحدث عن مطاردة مدنيين عزل بالحجارة والأدوات البسيطة لجنود الاحتلال المدججين بالبنادق والآليات، وليس هيناً أن يشاهد العالم صورة الجندي الأمريكي المنكسر وهو يحوّل آليته باتجاه آخر خوفاً من خطر الحجر.
طبعاً لا ننكر أنّ المواجهة صعبة ولاسيما عندما يأتي الرد الأمريكي كعادته بشكل همجي ومتوحش بقصف وإحراق المحاصيل ونهبها وغير ذلك من الإجرام الأمريكي، لكن ذلك لا يعني أن نقف ونشاهد، فالمواجهة هي خيارنا من البداية وهي خيارنا للنهاية، كما أن المواجهة متعددة المستويات لذلك يجب أن نكون متأهبين لأي مشاريع جديدة، فالمؤكد أنّ واشنطن في جعبتها الكثير كما اعتدنا.
مثل هذه الحملات والمقاومة الشعبية إلى جانبها، تصنع الفرق فهي مكملة لبطولات الجيش العربي السوري، كما أنها أقوى رسالة للمحتل أنه إذا كان الجيش العربي السوري لا يتواجد في منطقة الجزيرة لأسباب معروفة وواضحة للجميع، فإنّ أبناء المنطقة أقوى حاجز صد للمخططات الأمريكية، وعندما نقول لا للاحتلال فليس المعني فقط الأمريكي بل والتركي أيضاً وأي شكل من أشكال الاحتلال.. نعود ونؤكد أنّ مثل هذه الحملات إلى جانب المقاومة الشعبية تضع الوجود الأمريكي في المنطقة على المحك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار