نقاط مهمة وجوهرية أكد عليها بيان اجتماع أستانا الأخير، ومن ضمنها مكافحة الإرهاب ووحدة الأراضي السورية ومحاربة النزعات الانفصالية وغيرها من النقاط الأخرى التي تزعزع الأمن والاستقرار في سورية.
هذه النقاط، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، كانت تدعو وتركز عليها القيادة السورية منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه حشود الإرهابيين من مختلف أصقاع العالم تتدفق إلى سورية سالكة الحدود السورية – التركية بشكل رئيسي.
النظام التركي، الذي هو اليوم أحد أطراف اجتماع أستانا، سهّل وشجّع وموّل تدفق هؤلاء الإرهابيين وأمّن لهم الدعم العسكري واللوجستي، ولم يستمع إلى كل الدعوات التي كانت تحذره من خطر هذه المجاميع الإرهابية ليس على سورية فحسب، بل على دول الجوار بشكل خاص والعالم على وجه العموم.
التجارب السابقة مع النظام التركي لم تكن مشجعة، بل إن هذا النظام كان يقول شيئاً ويفعل على أرض الواقع شيئاً آخر، ولم يتوقف خلال الفترة الماضية عن دعم المجاميع الإرهابية المتبقية في الشمال السوري.
لا ندري إذا كان النظام التركي قد توصل إلى حقيقة أن خطر هؤلاء الإرهابيين على تركيا على المديين القريب والمتوسط سيصبح ماثلاً للعيان كما هو على سورية، وأن المجموعات الانفصالية التي وجدت بيئة مناسبة لإنشاء كيانات منفصلة بسبب انشغال الدولة السورية بمكافحة الإرهاب، الذي كان يهدد سيادة وسلامة الأراضي السورية برمتها، قد تطول المجتمع التركي أيضاً، بسبب تشابه الديموغرافيا بين البلدين ودول الجوار الأخرى.
في كل الأحوال تطبيق معطيات بيان أستانا مرهون إلى حد كبير بقدرة النظام التركي على الإيفاء بتعهداته في المساعدة على الحفاظ على أمن واستقرار سورية ووحدة أراضيها والتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة المتبقية في الشمال السوري، والانسحاب من الأراضي السورية التي تحتلها القوات التركية، وعدم عرقلة جهود الدولة السورية لبسط الأمن والاستقرار على كل الأراضي السورية سواء كان ذلك عن قناعة بخطأ السياسة التركية السابقة، أم تماشياً مع المتغيرات الدولية الجارية، وفي نهاية المطاف العبرة بالنتائج.
هيثم صالح
36 المشاركات